في اليوم العالمي للأطفال الخدج: كيف يُمكن للأباء رعاية أطفالهم الخُدّج؟
بقلم: مي سليمان
تأتي لحظة الولادة لتُنهي معها رحلة انتظار مليئة بالترّقب والشوق، وتبقى أمنية الوالدين طوال فترة الحمل هي ولادة آمنة لطفل مكتمل الصحة. ومن هنا تحملُ ولادة الطفل في مرحلة باكرة جداً من الحمل مخاوف شتّى للوالدين تتركّز على حالة الطفل الصحية والتأثيرات المحتملة لمجيئه الباكر .
في اليوم العالمي للأطفال الخدّج نقدمُ لكم مقالنا الآتي لِما يُمكن للأباء فعله لرعاية طفلهم المولود ولادة مبكرة حيث يولدُ طفل من كل عشرة أطفال بشكل مبكر، أي ما يقارب 15 مليون طفل كل عام، يموتُ مليون طفل منهم من مضاعفات الخداجة.
فماذا نقصد بالاطفال الخدّج ؟
هم الأطفال الذين يولدون قبل إتمام الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل( قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الولادة ) حيث يستمر الحمل الكامل لمدةٍ تتراوح بين 37-40 اسبوع، ويكونون بوزن أقل من الوزن الطبيعي، حيث تتراوح أوزانهم في معظم الأحيان ما بين 1.5 إلى 2.5 كغ.
كيف تبدو ملامح الطفل الخديج
للطفل الخديج ملامح تختلف عن بقية الأطفال الذين أتمّوا فترة الحمل مثل:
- حجم الصغير
- رأس كبير بالنسبة لبقية الجسم
- القليل من الدهون تحت الجلد
- جلد رقيق،ناعم ووردي
- أوردة مرئية تحت الجلد
- قليل من التجاعيد على باطن القدمين
- شعر قليل
- آذان رخوة ذات غضروف صغير
- تنفس سريع مع فترات توقف قصيرة
- سوء تناسق في مُنعكسي المصّ والبلع
- نقص النشاط البدني وتوتُّر العضلات (يميل حديث الولادة الخديج إلى عدم سحب الذراعين والساقين عند الراحة مثلما يفعل المولود الجديد)
- قضاء مُعظم الوقت بالنوم
ما هي المخاطر التي يتعرض لها الاطفال الخدج ؟
تحملُ الولادة الباكرة للطفل مشاكل عديدةـ وتزداد خطورة المشاكل والمضاعفات كلما كانت الولادة أبكر والوزن أقل، ونذكرُ من تلك المخاطر:
- صعوبة في التنفس
- احتمال اصفرار البشرة (اليرقان)
- يُصاب بعض الخدج بمرض في العين حيث تكون الشبكية غير مكتملة
- قد يشعر الأطفال الخدج أيضا بضعف في المهارات المعرفية و العيوب الحركية
- قد يعاني الطفل من رئة غير مكتملة
- قد يعاني حديثو الولادة الخُدَّج من صعوبةٍ في تنظيم درجة حرارة الجسم ومستوى السكر في الدَّم.
- يكون الجهاز المناعي غير مكتمل النمو.
كيف نعتني بالخدج ؟
يُوضع الخدّج وفق حالاتهم الطبية في حاضنات خاصة لمدة زمنية معينة تتلائم مع وضعهم الصحي وعمرهم وذلك كي تنمو أعضائهم وتقوى أجسامهم، بحيث لا يتعرضون لمشكلات صحية طويلة المدى تؤثر على الدماغ أو الرئتين أو السمع أو الرؤية أو أي مضاعفات أُخرى تؤثر عليهم بقية حياتهم.
التغذية المثلى للرضّع ذوي الوزن المنخفض عند الميلاد تأتي من الأم حيثُ تُعتبر "رعاية الأم لوليدها على طريقة الكنغر" إحدى طرائق رعاية الرضّع الخدّج الذين تقل أوزانهم عن 2 كغ، وتشمل الرضاعة الطبيعية الحصرية والمتكررة بالإضافة إلى ملامسة جلد الأم لجلد الوليد .
كما من الضروري توفير بيئة آمنة ومعزولة عن الضوضاء والضوء القوي ريثما تصبح اجهزة الجسم ناضجة بما يكفي
ما هي العوامل المؤدية للولادة المبكرة ؟
تعدّ أسباب حدوث الولادة المُبكِّرة مجهولة حتى الآن ، ولكنَّ خطرَ حدوث ولادة مبكرة يزداد في الحالات التالية :
- عند المراهقات والنساء الأكبر سنًا
- عند النساء ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض والنساء اللواتي لم يحصلن على رعاية مناسبة قبل الولادة
- النساء اللواتي يحملنَ بأكثر من جنين (توأمان، ثلاثة توائم، أربعة توائم)
- النساء اللواتي عانين من ولادة مُبكرة سابقة
- الوضع الصحي للأم في حال كانت تعاني من أمراض مزمنة كالضغط والسكري،
- وجود مشاكل لديها في الرحم أو عنق الرحم أو المشيمة
- التهابات بالأغشية المحيطة بالجنين
- التعرض للإجهاض التلقائي أو الإجهاض المتعمد عدة مرات
ما هي سبل الوقاية للحصول على حمل صحي ومكتمل ؟
يُعدُّ اعتناء الأمِّ الحامل بصحَّتها أفضلَ طريقة لمنع حدوث الولادة المُبكِّرة؛ حيث ينبغي عليها:
- اتِّباع نظام غذائي مُغذٍ
- تجنُّب تناول الكحول والتبغ
- تجنب استعمال الأدوية ما لم توجد ضرورة لمعالجة حالة طبيَّة ما
- تباعُد فَتَرات الحمل
- تَوَخَّيِ الحذر عند استخدام تقنيات المساعدة على الإنجاب
- أيضاً ينبغي على الأمّهات الحوامل الحصول على رعاية سابقة للولادة مُبكِّرة ومنتظمة بحيث يمكن تمييز حدوث أيَّة مضاعفات للحمل في وقتٍ مُبكِّر ومعالجتها.
يبقى أن نُشير إلى تحسّن فُرص بقاء حديثي الولادة الخُدَّج على قيد الحياة وتعافيهم التام بشكلٍ كبير خلال العقود الأخيرة، بالإضافة لمراحل نموهم الطبيعي في حين يعاني البعض منهم من اضطراباتٍ في التَّعلُّم تحتاج إلى مساعدة خاصة.