في اليوم العالمي للغذاء : تعرّف على مدى تأثير الغذاء على الصحة العامة
بقلم: هاجر الغريب
"أنت ما تأكله" رُبما سمعت هذه العبارة من قبل، والتي رُبما لمست بنفسك كم أنها صحيحة إذا كُنت قد قررت يومًا تغيير عادات غذائك إلى الأفضل، أو انتقلت من حِمية غذائية إلى الأُخرى.
تبدو المُعادلة بسيطة، فالغذاء لجسدك كالوقود للسيارة، فمن الطبيعي أنه إذا أمددت السيارة بالوقود الغير مُناسب لن تعمل بشكل مُناسب، وكذلك أجسادنا إذا أمددناها بالغذاء الغير مُناسب فإنها لن تعمل بالشكل الطبيعي، بل وإن المشاكل ستبدأ في الظهور عليه تباعًا.
في اليوم العالمي للغذاء ، نتحدث إليكم عن مدى تأثير الغذاء على الصحة العامة، وكيف أن اتبّاع عادات غذائية سليمة من شأنه أن يُغيّر حياة الشخص.
ما مدى تأثير الغذاء على الصحة الجسدية؟
من أجل أن نفهم ذلك، لابُد أن نتعرّف أولًا على الآلية التي تستخدمها أجسادنا في التعامل مع الغذاء. تستخدم أجساد البشر العناصر الغذائية الأساسية الموجودة في الغذاء (مثل الفيتامينات والمعادن) لتمكين الخلايا من أداء وظائفها الأساسية، وبالتالي فإننا ننمو وأجسادنا تعمل بكفاءة.
وفي المُقابل، إذا تم إمداد الخلايا بالعناصر الغذائية الغير مُفيدة أو الغير كافية، فإنها لن تعمل بالشكل المطلوب، وبالتالي تتأثر صحتنا وتبدأ في الانحدار. ويحدُث هذا بسبب أن كمية العناصر الغذائية التي يحصل عليها الجسم لا تُلبّي الاحتياجات الغذائية للخلايا، الأمر الذي يؤثر بدوره على عملية التمثيل الغذائي، بل إنها يُمكن أن تتوّقف تمامًا في بعض الأحيان.
ما هي العلاقة بين الغذاء والإصابة بالأمراض؟
مؤخرًا، أصبح الكثير من أخصائيو التغذية يميلون إلى التعامل مع الطعام وكأنه صديق وليس عدو، فبدلًا من اعتبار بعض الأطعمة مصدر للأمراض، أضحوا يتعاملون مع الطعام وكأنه السلاح الذي سيحميهم من الإصابة بالأمراض.
ولكن كما ذكرنا كيفية تأثير الغذاء على الصحة ، دعونا نتعرّف أيضًا كيف يُمكن للغذاء أن يعمل ضدنا إذا اتبعنا العادات الغذائية الخاطئة.
عندما تستقبل أجسادنا – وخاصةً الخلايا – العناصر الغذائية الغير مُفيدة، فإنها لا تعمل بالشكل السليم كما ذكرنا، ما ينتج عنه تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، والتي بدورها تتسبب في زيادة الوزن. وكُلنا يعرف كيف يُمكن أن تؤثر زيادة الوزن على صحة الفرد، وتُعد من أهم المُشكلات الصحيّة التي يُمكن أن تُصيب الشخص جرّاء السمنة : الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، مرض السكري من الدرجة الثانية، وأمراض القلب والأوعية الدموية بأنواعها.
وعلى عكس ذلك، فإن اتبّاع نظام غذائي صحي، متوازن، وغني بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم من أجل العمل بكفاءة من شأنه أن يدعم الجهاز المناعي الخاص بك في مُحاربة مثل هذه الأمراض.
ما هي أبرز العادات الغذائية الصحيّة التي يجب اتباعها؟
من أجل وضع الأشياء موضع التنفيذ، وبعدما تعرّفنا على مدى تأثير الغذاء على الصحة العامة لنا، دعونا نقترح عليكم بعض العادات الغذائية الأهم التي يُمكن اتباعها إذا كُنت تسعى إلى أسلوب حياة صحي:
- تناول الفواكة بشكل أكبر: سواء اخترت تناول الفاكهة في الصباح مع وعاء من دقيق الشوفان، أو كنت تفضل تناولها كوجبة خفيفة في منتصف النهار، فإن الفواكه ستزود جسمك بالسكر الطبيعي الذي يحتاجه، إلى جانب إمداده بالكثير من العناصر الغذائية الأساسية الأخرى.يُنصح بتناول وجبتين من الفاكهة بشكل يومي.
- لا تنس إضافة الخضراوات إلى وجباتك: يجب أن يحتوي نصف الصحن الخاص بك على الخضار.يُنصح بالتركيز بشكل أكبر على الخضروات ذات اللون الأحمر، البرتقالي والأخضر الداكن. فالخضراوات غنيّة بالعناصر الغذائية التي يحتاج جسمك إليها، إلى جانب أنها تساعد في إنقاص الوزن وتحسين الهضم.
- قلل من استهلاك الملح/ السكر/ الدهون المُشبعة: أعلم أن الأمر سيبدو صعبًا، ولكن بمجرد أن تشعر بالفرق بعد التقليل من استهلاك تلك العناصر، فستتأكد من أنها تستحق ذلك. يُمكنك العمل على كل عادة على حدة حتى تتمكن من الاستغناء عن الثلاثة عناصر تلك. وإذا كُنا نتحدث عن تأثير الغذاء على الصحة العامة لنا، فهذه النقطة ستُحدّث فرقًا كبيرًا.
- قُم بتناول كميات أكبر من المياه: هذه عادة أُخرى يجب أخذها في الاعتبار إذا كُنت تُريد مُساعدة جسمك على العمل بشكل جيّد. يجب أن تستهلك ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يوميًا. ويُمكنك الاحتفاظ بزجاجة مياه معك في كل مكان تذهب إليه إذا كُنت تنسى شُرب المياه في العادة.
- اسع لتحقيق التوازن: إن حذف أحد العناصر الغذائية من نظامك الغذائي لن يُساعد بأي حال من الأحوال، ولكن يجب عليك التركيز على الخضار والفواكه، وتضمين كميات معقولة من الحبوب، منتجات الألبان والدهون الصحيّة أيضًا في وجباتك.
- أضف البروتينات الخالية من الدهون: لا شك أن البروتينات هي أحد المكونات التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء التخطيط لوجباتك الأسبوعية. ومع ذلك، يُوصى دائمًا باختيار البروتينات الخالية من الدهون، وتحديد يومين في الأسبوع للمأكولات البحرية.
- خطط لوجباتك مسبقًا: حدد وقتًا في الأسبوع للتخطيط للوجبات الأسبوعية، سيساعدك ذلك على الاستمرار في المسار الصحيح، وعدم تناول أي شيء يصل إلى يديك. فالحماية من تأثير الغذاء على الصحة بشكل سلبي يبدأ بالتخطيط للوجبات الصحيّة.