سلبيات وإيجابيات العمل من المنزل في ظل جائحة كوفيد 19
تعريب: هاجر الغريب
مُنذ بدء جائحة كوفيد 19 (فيروس الكورونا) وجد الكثير من الأشخاص أنفسهم مُضطرون إلى العمل من المنزل ، وذلك من أجل تجنُّب الإصابة بالفيروس أو نشره للأشخاص المُحيطين، وحتى يبقى الجميع في أمان أثناء الإغلاق الكامل.
والمُثير للدهشة حقًا أن الكثير من الأشخاص وجدوا أن الأمر رائعًا، بل وجعلهم ذلك أكثر كفاءة في أداء مهامهم في العمل.
حيث قلل من إرهاق التنّقُل يوميًا من بيوتهم إلى أشغالهم والعكس، كما أنهم تجنّبوا التشتت الذي قد يُسببه سياسات العمل، فضلًا عن توفيرهم للأموال التي يضطرون لصرفها يوميًا للحصول على أعداد لا حصر لها من أكواب القهوة أو غير ذلك.
فهل من المُمكن أن يكون للعمل عن بُعد تأثير على طريقة إدارة الأعمال بعد انتهاء الجائحة؟
يُناقش معكم Top Doctors فوائد العمل من المنزل على الصحة العقلية، وما إذا كانت مُميزات الأمر تفوق سلبياته.
هل العمل عن بُعد فكرة مُستحدثة؟
العمل عن بُعد ليست فكرة مُستحدثة، حيث أن بعض الشركات في المملكة المُتحدة تسمح لموظفيها بالعمل في منازلهم لبضع أيام في الأُسبوع، ولكن بعد جائحة كوفيد 19 أصبح الأمر إجباري.
حيث أنه من الواجب على أصحاب الأعمال أن يُحافظوا على صحة موظيفهم أثناء الجائحة، بينما اُضطر بعض أصحاب الأعمال إلى إحالة بعض الموظفين للتقاعد في محاولة للحد من المخاطر التي قد تُقابل المؤسسة في المستقبل.
ما هي فوائد العمل من المنزل التي قد تعود على صحتنا العقلية؟
تتضمن فوائد العمل من المنزل التالي:
القُدرة على الموازنة بين الحياة العملية والشخصية بشكل أفضل :
لا شك أن التنّقُل من وإلى العمل بشكل يومي أمر مُرهق، ولا سيّما ضار للبيئة. وللعمل من المنزل دوره في توفير الوقت المهدور على هذه التنقُلات اليومية، ذلك الوقت الذي يقتطع جُزء كبير من يومنا، تخيّل ما يُمكن أن نفعله في هذا الوقت الإضافي؟
يُتيح وقت أطول للنوم، أو مُمارسة التمارين قبل البدء في العمل :
عوضًا عن إضاعة الوقت في التنّقُل من المنزل إلى العمل، يُوفّر العمل من المنزل هذا الوقت الضائع فيُمكّنك من الاستمتاع بساعة نوم إضافية، ولا شك أن النوم في حد ذاتهِ مُفيد جدًا لصحتنا بشكل عام.
حيث أن الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا من شأنه أن يُقلل من التوتر، تشويش الذهن، والالتهابات بأنواعها، كما أنه يُساعد على تحسين الحالة المزاجية بشكل عام، بل وأنه يُساعد في نُقصان الوزن.
في حين أن بعض الناس قد يُفضّلون قضاء هذه الساعة الإضافية في ممارسة بعض التمارين كالركض أو المشي قبل بدء أعمالهم في الساعة التاسعة صباحًا.
ولا شك أن مُمارسة التمارين الرياضية له تأثير إيجابي على صحتنا، كما أنه مُفيد للصحة العقلية ولتحسين المزاج، هذا إلى جانب أن الرياضة بشكل عام تُبقي أذهاننا يقظة وتؤثر إيجابيًا على قُدرتنا على التعلُّم، كما أنها تمُدنا بالطاقة التي نحتاج إليها من أجل تعزيز إنتاجيتنا خلال اليوم.
تعزيز الجانب التحفيزي للموظفين :
لعل العمل من المنزل له دوره في تحفيز الموظفين على إثبات أنهم جديرون بالثقة طالما أنهم قادرون على العمل من المنزل وإنهاء مهامتهم اليومية بنجاح ودون رقيب.
تقليل فُرص إصابة الموظفين بالعدوى :
بعيدًا عن جائحة كوفيد 19 ، العمل من المنزل من شأنه أن يُقلل من احتمالية التقاط الموظفين لعدوى البرد والإنفلونزا من زُملاء العمل.
تُوفير المال سواء للموظف أو صاحب العمل :
لا يخفى على أحد كم المال الذي يُنفق من أجل التنّقُل من وإلى العمل – سواء من أجل تزويد السيارة الخاصة بالبنزين أو شراء تذاكر المواصلات – هذا إلى جانب إنفاق الأموال على الوجبات التي يتم تناولها أثناء العمل، أو حتى من أجل شراء وجبات الغداء من المطاعم القريبة عوضًا عن تحضيرها في المنزل.
ففي نهاية المطاف، توفير هذا الكم من المال من شأنه أن يُستثمر ليتم إنفاقه في رحلة مُمتعة، أو في هدية نكافئ أنفسنا بها في نهاية الشهر ونتطلّع حقًا إلى اقتناءها.
ومن ناحية أُخرى يُتيح العمل من المنزل لأصحاب الأعمال توفير النفقات الإدارية سواء تلك الخاصة بتأجير مساحات كبيرة لمكاتب العمل من أجل استيعاب جميع الموظفين، أو النفقات التي تُنفق على الكهرباء.
ما هي الجوانب السلبية للعمل من المنزل؟
في الوقت الحالي، قد يكون العمل من المنزل ليس بالأمر السهل بالنسبة للآباء، خاصةً مع غلق المدارس بسبب جائحة كوفيد 19، فعلى سبيل المثال، من الصعب حضور اجتماع عبر برنامج Zoom بينما تجلس على منضدة المطبخ وصغيرك يركض حولك مُحدثًا أصوات وشغب.
ولذلك فإن العمل عن بُعد قد يكون حِملًا على الأمهات العاملات خاصةً اللواتي ليس لديهن من يُساعدهن، وعلى الرغم من ذلك، فالبعض قد يجد ذلك فُرصة رائعة لقضاء وقت أطول مع الأبناء.
في حين أن البعض منّا قد يفتقد رؤية زملاء العملاء، والذين نعتبرهم أيضًا أصدقائنا، فقِلة التواصل الاجتماعي مع زملاء العمل أو حتى مع العُملاء من شأنه أن يُشعرنا بالملل والوحدة.
خلاصة القول في فكرة العمل من المنزل :
عندما تمر جائحة كوفيد 19 ويعود كلٌ منّا إلى أماكن العمل، فمن المُتوّقع أن يشعر الموظفين بسعادة غير مُكتملة.
فقد يكون مُجديًا لصحة الموظفين العقلية أن يجمعوا بين الحياتين العملية والشخصية من خلال تقسيم أيام الأُسبوع إلى أيام للعمل من المنزل وأيام أُخرى للعمل في المكتب، وهو المُصطلح الذي أضحى يُسمى بـ "العمل المرن".
حيث أثبتت الأزمة الحالية لأصحاب الأعمال أن بإمكانهم الوثوق في موظفيهم لإنجاز مهماتهم دون الحاجة إلى الإشراف المُستمر عليهم، والعمل في ظل هذه المرونة من شأنه أن يُساعد الموظفين في الشعور بالتحفيز والرضا عن أشغالهم.
لا شك أن تجربة العمل من المنزل من شأنها أن تُشعرك بضغط عمل أقل، ولكنها قد يكون لها تأثير على نواحي أخرى من حياتك. يمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي مع أحد المتخصصين النفسيين من خلال خدمة الإستشارات الإلكترونية التي نوفرها.