لماذا نلمس وجوهنا باستمرار ولماذا يصعب التوقف عن ذلك؟
تعريب: آيه دياب
في ظل الظروف التي يعيشها العالم الآن ومع تفشي فيروس الكورونا أصبح من أهم التحديات اليومية هي عدم لمس وجهك دون وعي أكثر من أي وقت مضى؛ ولكن بالرغم من ذلك فمن المحتمل أنك تقوم بلمسه بمعدل أكبر الآن. فقد قدم خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم ثلاث نصائح مهمة في محاولة للحد من انتشار عدوى فيروس الكورونا (COVID-19) أهمها، تجنب التجمعات الكبيرة وغسل اليدين بشكل متكرر وعدم لمس الوجه، ولكن كما يعلم أي شخص حاول الالتزام بهذه النصائح، فمن الصعب جداً تطبيقها.
حيث تشير دراسة أجرتها الصحيفة الأمريكية لمكافحة العدوى عام 2015 إلى أننا نقوم بلمس وجوهنا بمعدل 20 مرة كل ساعة، وفي أغلب هذه المرات نقوم بلمس أعيننا وفمنا وأنفنا مباشرةً وهي الأماكن التي تدخل منها الفيروسات للجسم.
إذاً، لماذا من الصعب التوقف عن لمس وجهك؟
لمس وجوهنا هو شيء نقوم به دون تفكير وهو جزء من التركيبة الطبيعية للإنسان. وفي عبارة أخرى، هي في الأساس عادة، لكن يأتي بعد هذا سببان رئيسيان للمس وجوهنا، وهما إما للتعبير عن العاطفة أو استجابة لشعور بالحكة على وجوهنا.
ووفقًا لعلماء النفس في بي بي سي (BBC)، عندما نقوم بلمس مناطق معينة من وجوهنا، فإن ما نقوم به حقًا هو تهدئة أنفسنا، فهناك نقاط ضغط معينة على الوجه تنشط الجهاز العصبي اللَّاوُدِّيّ (آلية التكيف الداخلية للجسم)
مما يفسر سبب لمس وجوهنا عند الشعور بالصدمة، الدهشة، التوتر، التركيز، القلق أو الانزعاج، حيث يقوم الجسم لا شعوريًا بلمس مناطق معينة من الوجه - عادةً الجبين والذقن والفم - لتهدئة القلق، وبالتالي حمايتنا.
يقوم الأطفال بمحاكاة نفس سلوك الوالدين، لذلك إذا قام الوالدين بلمس وجوههم عندما يتفاجؤون أو عند الشعور بالتوتر، فمن المحتمل جدًا أن يقوم الطفل بمحاكاة هذا الفعل. وتتكرر هذه الأفعال بشكل روتيني طوال حياتنا ببساطة حتى تصبح عادة. لذلك عندما نشعر بحكة أو ألم بسيط في وجوهنا، فإن الجسم يقوم بتحريك يدك إلى وجهك كرد فعل على هذا الشعور. وفي معظم هذه الأوقات، يكون رد الفعل هذا، لا إرادياً ولا ندرك أن أجسادنا تفعل هذا.
ما الطرق التي قد تساعدك على التوقف عن لمس وجهك؟
على الرغم من أنه من الصعب، بل وتقريباً من المستحيل التوقف تمامًا عن لمس وجوهنا، هناك طرق معينة للتوقف عن فعل هذه العادة من أجل تقليل عدد المرات التي نلمس فيها أعيننا وفمنا وأنفنا.
يتناقش خبراء الصحة حول أن أحد أكثر الطرق فعالية لتحقيق ذلك هو أن تجعل وجهك أكثر صعوبة في اللمس، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق ارتداء القفازات في كثير من الأحيان، واستخدام النظارات بدلاً من العدسات اللاصقة، واستخدام القليل من مستحضرات التجميل حتى لا تحتاج إلى إعادة وضعها مرة أخرى على مدار اليوم، أما في حالة إذا كنت تعاني من الحساسية التي تسبب حكة في عينيك وأنفك، فتأكد من أنك تستجيب لهذا الشعور بشكل صحيح، وذلك باستخدام مضادات الهيستامين والابتعاد عن أي شيء قد يثير الحكة.
يحاول بعض الأشخاص اتباع طريقة جديدة للاستجابة لحكة أو ألم في الوجه من خلال تطوير روتين جديد، ويمكن القيام بذلك عن طريق اتباع عادات جديدة، مثل استخدام منديل جديد في كل مرة تقوم فيها بلمس وجهك، أو أن يكون معك شيء مثل قلم على سبيل المثال لاستخدامه في حك وجهك.
حتى نبدأ في كسر هذه العادة، يجب أن نكون على وعي كامل بكيفية استخدامنا لأيدينا خلال اليوم، خاصة عند التحدث مع شخص أو العمل على جهاز كمبيوتر.
فعندما نتحدث إلى شخص ما، نستخدم أيدينا للتعبير عن أنفسنا، فهي تساعدنا على شرح المفاهيم. ولكن رفع يديك يجعل من السهل لمس وجهك دون إدراك إذا كنت تحركهم أمامك - وهو أمر أكثر احتمالًا إذا جلست وقمت بوضع مرفقيك على طاولة أمامك.
كذلك، عند العمل أو القراءة على الكمبيوتر، فإن مستوى التركيز المطلوب عادة ما يدفعك إلى لمس وجهك. لذا عند تنفيذ هذه الأنشطة قم بالتركيز على ضم يديك ووضعها على حجرك مثلاً. فبهذه الطريقة، عندما تشعر فجأة بالرغبة في رفع يديك ولمس وجهك، ستكون أكثر وعيًا بهما.
الحد من القلق والتوتر
كما ذكرنا، فأننا نقوم بلمس وجوهنا لتهدئة العواطف والمشاعر مثل التوتر والقلق. ولسوء الحظ، ربما يشعر الكثير من الناس بقلق أكثر في الوقت الحالي بسبب الغموض والتغيرات التي تحدث من حولنا نظراً لتفشي فيروس الكورونا (COVID-19).
ومع ذلك، فهذا هو الوقت المناسب لممارسة بعض العادات التي تساعدك على البقاء هادئًا، مما سيقلل في النهاية من عدد المرات التي تلمس فيها وجهك ويساعدك على التأقلم بشكل أفضل مع القلق الناتج عن ظروف تفشي فيروس الكورونا.
في حالة إذا كنت لا تزال في حاجة إلى الذهاب إلى العمل أو الخروج من المنزل لأي سبب آخر، ووجدت نفسك في موقف لا يمكنك فيه الوصول إلى الماء والصابون أو معقم اليدين، فحاول أن تحافظ على هدؤك؛ فكلما كنت أكثر هدوءً، قل احتمال أن تقوم بلمس وجهك دون أن تدرك ذلك.
خلاصة الأمر، العامل الأساسي المهم
عند اتباع كل هذه النصائح - وهي أن يصبح من الصعب لمس وجهك، وأن تقوم بوضع يديك بشكل مختلف عند التحدث وأن تتحكم في القلق والتوتر العام – بذلك يمكن تقليل عدد المرات التي تقوم فيها بلمس وجهك. وسيؤدي هذا في النهاية إلى تقليل فرص الإصابة بأي فيروس في المرة القادمة التي تذهب فيها إلى السوبر ماركت، أو عند الخروج لفترة وجيزة من العزلة!
إذا كنت حاليًا في حالة عزل ذاتي أو تمارس إبعادًا اجتماعيًا وتحتاج إلى التحدث إلى متخصص، فيمكنك التحدث إلى طبيب باستخدام خدمة الاستشارات الإلكترونية عن بُعد. أضغط هنا.