التهاب القصبة الهوائية : هل يوجد ما يستدعي القلق؟
تعريب: هاجر الغريب
التهاب القصبة الهوائية هو عبارة عن عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي، وتنتشر بكثرة خلال فصول الشتاء بشكل خاص، كما أنها تستهدف الرُضّع والأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العامين.
وبشكل عام، فإن هذه الحالة تُعد من الحالات المرضية البسيطة، كما أن أعراضها تختفي تمامًا – وبدون علاج – بعد حوالي أُسبوعين أو ثلاث أسابيع من بدايتها. وعلى الرغم من ذلك، فإن هُناك بعض الحالات النادرة للأطفال التي تطوّرت أعراضها لتصبح حادة، وتتطلب هذه الحالات البقاء في المشفى لفترة.
ما هي أعراض التهاب القصبة الهوائية؟
أعراض التهاب القصبة الهوائية مُتشابهة إلى حد كبير مع أعراض البرد والإنفلونزا، خاصةً في المراحل الأولى للأعراض. وعادةً ما تظهر على هيئة سيلان الأنف والكحة. وبعد بضعة أيام، ومع تقدّم الحالة، تبدأ أعراض أُخرى في الظهور، منها حُمى خفيفة، عدم الرغبة في تناول الطعام، وظهور صوت صفير عند التنفس.
هل يوجد ما يستدعي القلق من الآباء بسبب إصابة طفلهم بالتهاب القصبة الهوائية؟
في معظم الحالات، تكون حالات التهاب القصبة الهوائية غير خطيرة على الإطلاق، ولكن، يجب أن يلجأ الآباء إلى الطبيب في حالة أنهم شعروا بالقلق على الطفل، أو إذا لاحظوا هذه الأعراض عليه:
- صعوبة في التنفس.
- ارتفاع درجة حرارته بشكل دائم.
- الإرهاق والضجر.
- إذا تناول أقل من نصف كمية الطعام التي تناولها في وجباته الأخيرة الفائتة.
- إذا لم يتبول أو يتبرز خلال 12 ساعة أو أكثر.
كما يجب اللجوء فورًا إلى الطبيب في حالة لاحظ الآباء شحوب وجه الطفل أو أنه يتعرّق، وأيضًا إذا كان الطفل يتنفس بصعوبة بالغة، أو إذا لاحظوا أن لسان الطفل وشفتيه تحوّلت إلى اللون الأزرق، وأخيرًا إذا لاحظوا أنه لا يتنفس إلّا على فترات مُتباعدة.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب القصبة الهوائية؟
تحدُث حالة التهاب القصبة الهوائية نتيجةً للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، وهو الفيروس الذي عادةً ما يُصيب معظم الأطفال وحتى بعد سن العامين، خاصةً بين الأطفال الرُضع البالغ أعمارهم من ثلاث إلى ست أشهر.
ينتشر هذا الفيروس عن طريق السعال والعطس من الشخص المُصاب، ويُصيب الفيروس القصبة الهوائية – وهي الممرات الهوائية الصغيرة الموجودة في الرئتين - كما يتسبب في التهابها، وبالتالي فإن كمية الهواء التي تدخل إلى الرئتين تقل، مما يتسبب في صعوبة التنفس.
ما هو العلاج الأمثل بالنسبة لالتهاب القصبة الهوائية؟
على الرغم من عدم وجود أدوية علاجية مُخصصة للقضاء على هذا الفيروس، لكنّ هذه الحالة عادةً ما تنتهي خلال بضعة أسابيع.
من المهم للغاية أن يُعطى الطفل كمية كافية من المياه، كما يجب أن يتناول الكثير من المشروبات حتى يتجنّب حدوث الجفاف. وفي بعض الحالات، إذا كانت درجة الحرارة العالية تتسبب في شعور الطفل بالضيق، يُمكن أن يأخذ جرعة من دواء باراسيتامول وايبوبروفين حتى نُحافظ على درجة حرارته مُنخفضة.
وفي بعض الحالات الأُخرى، من الضروري أن يأخذ الآباء الطفل إلى المشفى، كما هو الحال بالنسبة لحوالي 3٪ من الأطفال الذين يصابون بالتهاب القصيبات في عامهم الأول.
هل يُمكن تجنُّب التهاب القصبة الهوائية؟
كما قالوا قديمًا " الوقاية خيرٌ من العلاج" ، ولكن في حالة التهاب القصبة الهوائية، فإن الوقاية ليست بالأمر الهيّن. ومع ذلك، هُناك بعض الأمور التي يُمكن للآباء الالتزام بها حتى يتجنبوا إصابة طفلهم بهذه الحالة، وهي:
- غسل أيدي الطفل بشكل مُستمر.
- تنظيف الأسطح والألعاب الخاصة بالطفل بشكل دوري.
- عدم السماح للأشخاص البالغين المُصابين بالبرد والإنفلونزا بالاقتراب من أطفالكم الرُضع.
- عدم تعريض الطفل إلى التدخين السلبي.
- الالتزام بالبقاء في المنزل في حالة إصابة الطفل بالعدوى.