التعامل مع التوّحد كآباء: أمور يجب عليك تجنبها مع طفلك المتوحد
بقلم: هاجر الغريب
لا شك أن التعامل مع الطفل المُتوّحد مسئولية تتطلب استعداد خاص، ومُعالجة مُناسبة. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو شاقًا، إلّا أن اتبّاع بعض النصائح والإرشادات قد يجعل الأمر أكثر سهولة بالنسبة للآباء، كما أنه سيُساعد الطفل على التقدّم والنمو.
قُمنا بتخصيص هذا المقال للآباء ومُقدمي الرعاية الذين يُواجهون تحديات فيما يخص التعامل مع الطفل المُتوّحد. حيث نُقدّم لكم بعض الأمور التي يجب عليك تجنبها مع طفلك المتوحد ونصائح تصُب في صالح صحة الطفل.
كيف يُمكن تجهيز أنفسكم كآباء من أجل التعامل مع الطفل المُتوّحد؟
لا يتعلق الأمر فقط بالأشياء التي يجب عليك فعلها أو الأشياء التي يتعيّن عليك تجنّبها مع طفلك، وإنما الأمر مُتعلق أيضًا بتجهيز أنفسكم كآباء – بل وكعائلة - نفسيًا وجسديًا من أجل التعامل مع هذه الحالة الخاصة.
فيما يلي بعض النصائح التي قد تُساهم في هذه المرحلة:
- ثقّف نفسك: قالوا قديمًا أن "الإنسان عدو ما يجهل"، ولذلك عليك بثقيف نفسك عن ماهية التوحد بالتحديد وما يشعر به الطفل المُتوحد، ومعرفة الشق النفسي عن هذه الحالة. يُمكنك البحث عن مصادر موثوقة على الإنترنت أو استشارة المُختص ومُناقشته في الأمر، المهم هو أن تكسر الحاجز النفسي بينك وبين هذه التجربة الجديدة.
- لا تغفل احتياجاتك: أن يكون لديك طفل متوحد لا يعني أن حياتك قد توقفت أو أنه قد تم تقييدك للأبد. إذا أردت أن تُساعد طفلك حقًا، لابُد أن تٌساعد نفسك أولًا، فالحفاظ على سلامتك النفسية والعقلية أمر ضروري. قُم بإعداد سهرات مع شريكك/شريكتك، التنزّه مع الأصدقاء، والحفاظ على مُمارسة الهوايات المُحببة لديك.
- اندمج مع مُجتمعات مُشابهة: التواصل مع أشخاص يمرون بنفس حالتك قد يكون له تأثير إيجابي كبير عليك. فمُشاركة التجارب كأباء ودعم بعضكم بعض سيجعلك تشعر بأنك لست وحيدًا.
كلمات يجب عليك تجنّب قولها لطفلك المُتوحد:
لابُد أن تُدرك أن الطفل المُتوّحد حساس للكلمات، للأصوات، وحتى لبعض المشاهد. ولذلك فإن هُناك بعض الكلمات والأشياء التي يجب عليك تجنّب قولها لطفلك المُتوحد لما لها من أثر سلبي. أهم هذه الكلمات هي:
- "ألا تخجل" أو "عيب عليك". بدلًا من ذلك يجب عليك أن تُعطي للطفل أوامر مُباشرة مثل "لا تركض سريعًا" أو "لا تعض أخاك".. وهكذا.
- "لا يبدو عليك أبدًا أنك مُتوّحد". حتى وإن كُنت تقول ذلك بحسن نية، سيترك ذلك قطعًا انطباع سئ لدى الطفل.
- "كم مرة يجب عليّ تكرار ذلك" أو "لقد أخبرتك بفعل ذلك من قبل". الإصرار والاستمرارية من الأمور التي يجب عليك تعلّمها إذا كان لديك طفل مُتوّحد. عليك فقط تكرار ما توّد قوله لطفلك مرات ومرات بصبر.
- "ماذا دهاك" أو "ما مشكلتك" أو "ما الخطب معك" . لا يوجد حتى طفل طبيعي سيوّد سماع ذلك.
- "رُبما". بدلًا منها يُمكنك قول "نعم" أو "ليس هذه المرة"، ويُفضّل ترك "لا" للضرورة فقط.
- "ركز معي". الأمر حقًا خارج إرادته. يُمكنك استبدالها بقول "هل ترغب في أخذ استراحة" أو "يُمكنك إعادة تجربة ذلك لاحقًا إذا وددت".
- "لا أشعر أن الصوت مُرتفع". في الحقيقة هو يشعر أن الصوت مُرتفع جدًا، فهو حساس للأصوات كما ذكرنا.
- "أعدك بـ ..". إلّا إذا كُنت مُتقيّن بأنك ستفي بوعدك.
- "اُنظر إليّ في عينيّ" أو "اُنظر إليّ بينما أتحدث إليك". مُجددًا، الأمر خارج عن سيطرته.
- "انتظر دقيقة" أو "اصمت" أو "يجب أن تصمت في هذا المكان". بدلًا من طلب الانتظار منه يُمكنك قول "سأنتهي من القيام من أمرٍ ما ثم آتي لمُساعدتك".
- "هل تُريد وقت مُستقطع". بدلًا من ذلك يُمكنك أن تقول "هل تُريد وقت للاستراحة؟".
- "لا تكُن مهووس بـ ..". بدلًا من ذلك يُمكنك قول "أعلم أنك تحب ...، وأعلم أنك تعرّف الكثير عن ذلك الشئ، ولكن سنتحدث الآن عن شئ آخر..".
- وأخيرًا، يجب تجنّب استخدام الأمثلة من أي نوع.
أمور عليك تجنبها مع طفلك المتوحد :
- لا تُبالغ في مُساعدته: الطفل المُتوحد يحتاج إلى دائرة (التجربة – الفشل – التعلّم) شأنه شأن أي طفل آخر. فهو يجد صعوبة في التعلّم من خلال مُراقبة الآخرين، وهو يميل إلى تجربة الأشياء بنفسه. ولذلك القيام بكل شئ بدلًا من الطفل قد يُبخسه حقه في تجربة الأشياء والتعلّم من خلال التجربة، الأمر الذي يؤثر بالتبعية على مُستوى تقدّمه.
- لا تُقارن طفلك بالآخرين: إنه من غير المُنصف أبدًا أن تُقارن طفلك المتوحد بالأطفال الآخرين، فالقيام بذلك حتمًا سيُشعر طفلك بالخُذلان حتى وإن لم يُفصح عن ذلك. فعوضًا عن ذلك، لابُد أن تُساعد طفلك في التركيز على ما لديه من قُدرات ومهارات خاصة، كما يجب أن تتحدث معه عن فكرة "الاختلاف" ولكن من دون ربط ذلك بحالته.
- لا تطلق له العنان وحيدًا: بعض الآباء يُفضّلون ترك الطفل المتوحد ليصنع ويكتشف عالمه بنفسه، ولكن الطفل المتوحد أيضًا لديه الرغبة في الإحساس بمُعاونة الآباء والمُحيطين له، كما أن لديه الكثير من الأسئلة والاستفسارات التي ينتظر الإجابة عليها. ستساعد المشاركة الأبوية المنتظمة والمُركزة طفلك بشكل فعال على الازدهار وتنمية مهاراته الاجتماعية والتحليلية.
- لا تسعى لإيصاله إلى الكمال: عليك تقبّل فكرة أن طفلك لن يكون مُتفوقًا في جميع المهارات. لذا توقف عن الضغط على طفلك للحصول على أعلى الدرجات في كل مهارة، وبدلاً من ذلك ساعده في التركيز على الإيجابيات الخاصة به.
- لا تُرهقه بكثرة المهام: لا تعني العناية بطفلك المتوحد بالضرورة أنه يجب عليك ملء جدوله اليومي بالأنشطة والجلسات العلاجية، بل إن طفلك يحتاج إلى وقت هادئ حيث يُمكنه إدراك ما تعلمه. قد يكون احتضان طفلك والاستمتاع بوقت عائلي هادئ هو الشيء الذي يحتاجه طفلك لينمو ويزدهر.
نصائح من أجل مُساعدة طفلك المتوحد على التقدّم والنمو بشكل صحي:
- الإصرار والثبات: هما مفتاح التعامل مع طفلك المتوحد، حيث أنهم يواجهون صعوبات في تطبيق ما تعلموه.
- عليك الالتزام بخطة ثابتة: فقد وُجد أن الالتزام بروتين مُعين يُساعد الطفل المُصاب بالتوّحد على الأداء بشكل أفضل.
- كافئ الطفل: لا شك أن التعزيز الإيجابي له تأثير جيّد جدًا على الأطفال المصابين بالتوحد، يُمكنك ببساطة منح الطفل ملصقًا أو السماح له باللعب لعبته المُفضلة.
- اجعل منزلك مكان آمن: إن تهيئة بيئة آمنة في المنزل بالنسبة للطفل المتوحد أمر ضروري، حيث أن الطفل المُتوحد لا يوجد لديه خوف حقيقي من المخاطر. يُمكنك تصفح الإنترنت للحصول على أفكار، أو حتى استشارة طبيب مُختص.
- خصص وقتًا مرحًا لطفلك: خصص وقتًا للعب والضحك والقيام بكل ما هو مضحك بعيدًا عن العلاجات والتعليم.
- عليك اتبّاع خطة علاج مُناسبة: لا تسير مع التيار! عليك الالتزام بخطة مُناسبة. سيساعدك الالتزام بالخطة على تتبّع التقدّم الذي يطرأ على الطفل، تجنب اتباع الأساليب غير المناسبة لطفلك، والأهم من ذلك، فإن وجود خطة مُتوازنة تم وضعها من قِبل أخصائي سيساعد طفلك على النمو والتطور بشكل سليم.