ما هو التشنج المهبلي ؟ 5 حقائق عليك معرفتهم عن هذه الحالة
بقلم: هاجر الغريب
التشنج المهبلي هي حالة مُنتشرة بين عدد من الفتيات والسيدات، خاصةً في عالمنا العربي، ولكن، العديد من الناس ليسوا على دراية واسعة بها حتى الآن، حتّى أنهم يسعون لطلب المُساعدة من الجهات الخاطئة. وهي الحالة التي خلالها لا تستطيع المرأة إتمام العلاقة الزوحية بسبب شعور بالألم في منطقة المهبل، ويعود السبب في ذلك إلى انقباض عضلات المهبل حتى تضيق المهبل ولا تتم العلاقة.
ومن أجل فهم حالة التشنج المهبلي، أنتم بحاجة إلى معرفة بعض الحقائق الطبيّة الخاصة بها، إلى جانب الأسباب التي يُمكن أن تؤدي إليها، والأهم من ذلك كله، علاج التشنج المهبلي
ما هو التشنج المهبلي؟
التشنج المهبلي هي الحالة التي يضيق خلالها مهبل المرأة نتيجةً لانقباض عضلات الحوض بشكل لاإرادي، ما يجعل من الصعب للغاية دخول العضو الذكري للرجل في المهبل.
وبهذا فإن الجماع لا يحدُث أبدًا، وإن حدث، يكون مؤلمًا للغاية. ولكن على الرغم من ذلك فإن هذه الحالة لا تؤثر على الرغبة الجنسية للمرأة، حيث أنها يُمكن أن تقوم بجميع أشكال التواصل الجنسي الأخرى.
حقائق عن التشنج المهبلي:
- التشنج المهبلي هو حالة مرضية تحتاج للعلاج: على عكس ما يعتقده الكثير، فإن التشنج المهبلي ليست حالة يُمكن أن تختفي من تلقاء نفسها مع الوقت، أو مع تكرار التجربة. ولكنّ الحقيقة أن هذه الحالة شأنها شأن أي حالة مرضية أُخرى تحتاج إلى علاج.
- يوجد نوعان للتشنج المهبلي: هُناك نوعان أساسيان؛ التشنج المهبلي الأوّلي الذي يحدُث للمرأة خلال المرة الأولى للجماع، التشنج المهبلي الثانوي والذي يُمكن أن يحدُث للمرأة في أي فترة من حياتها على الرغم من حدوث الجماع غير المؤلم مرات عديدة، وعادةً ما يكون السبب وراءه هو الإصابة بعدوى، الولادة، انقطاع الطمث أو بسبب الإصابة بمرض ما.
- التشنج المهبلي هو حالة نفسية جسدية: التشنج المهبلي ليس حالة جسدية فقط، وإنما هي حالة لها جوانب نفسية وجسدية وتتطلب علاج الجانبين معًا. وفي حين يظهر الجانب الجسدي على هيئة انقباض لعضلات المهبل، فإن الجانب النفسي عادةً ما يُشار إليه بأنه "خوف من الألم" أثناء الجماع.
- التشنج المهبلي هي حالة لاإرادية: يعتقد الكثير من الأزواج خطئًا أن هذه الحالة هي مُجرد خجل من الزوجات، ويبدأون في اتهامهن أنهنّ لا يستطيعون السيطرة على أنفسهن. الحقيقة أن هذه الحالة تحدث لهن بشكل لاإرادي، هُن في الحقيقة لا يُردن ذلك أن يحدث، الأمر فقط خارج عن سيطرتهم.
- التشنج المهبلي يُمكن علاجه: لحسن الحظ، فإن التشنج المهبلي يُمكن مُعالجته بسهولة، خاصةً في ظل التقدم التكنولوجي وطرق العلاج المُختلفة التي يُمكن الاستفادة منها. ولكن، تختلف كل حالة عن الأُخرى، لذلك يجب اللجوء أولًا إلى الطبيب من أجل تحديد برنامج العلاج المُناسب لكل حالة.
أسباب التشنج المهبلي:
من الصعب تحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة بحالة التشنج المهبلي، حتى أن المريضة أحيانًا لا تستطيع الإشارة إلى سبب مُعيّن لحدوث ذلك. ولكن هُناك عِدة عوامل وأسباب شائعة وراء حالة التشنج المهبلي يُمكن أن نُلخصها كما يلي.
- المرور بصدمة أو إيذاء جنسي سابقًا.
- حدوث ألم في أول علاقة جنسية، ولذلك في بعض الحالات يكون السبب وراء هذه الحالة هو العلاقة المؤلمة التي تمت خلال أول ليلة زفاف.
- الخوف من الألم.
- الخوف من حدوث الحمل.
- بعض العوامل النفسية والعاطفية، من بينها القلق
- الاعتقادات الخاطئة حول الجنس وكم أنه مؤلم.
خيارات العلاج بالنسبة لحالة التشنج المهبلي:
كما ذكرنا من قبل، فإن هذه الحالة تختلف في شدتها من مريضة إلى أُخرى، لذا فإن التشخيص ضروري في البداية حتى يتم تحديد برنامج علاجي مُناسب لحالتك. يُنصح أيضًا ببدأ علاج تشنج المهبل مع طبيب أو مُختص لديه الخبرة في التعامل مع هذه الحالة، أو بدء العلاج في مركز طبي مُختص بعلاج حالة التشنج المهبلي.
خيارات العلاج تتضمن:
- العلاج الجنسي: بعض الحالات تتطلب اللجوء إلى مُعالجة جنسية، والتي ستقوم بتدريب المريضة على كيفية تقوية عضلات قاع الحوض، وتؤهلها من أجل حدوث الجماع بشكل طبيعي.
ستقوم المُعالجة أيضًا بتعريف المريضة على أعضاء جسدها، خاصة الأعضاء الجنسية، وكيف تتفاعل هذه الأعضاء مع العلاقة الحميمة. حيث أن التشنج المهبلي يُمكن أن يُعززه عدم فهم ومعرفة أعضاء أجسادنا وطبيعتها.
- المُوسعات المهبلية: يُمكن أن يأخذ هذا العلاج بعض الوقت، ولكنّه أتى ثماره مع العديد من المرضى. خلال هذه الجلسات، ستقوم الطبيبة بجعلك تسترخين تمامًا، ثم ستقوم بتدريب المهبل لاستقبال أشياء بداخله. لذلك ستقوم بإدخال الموسع الأول بحجم صغير - سيعمل ذلك على تقوية عضلات المهبل وترخيتها فيما بعد - وتدريجيًا ستقوم باستخدام مُوسعات أكبر في الحجم، حتى تصل إلى المُوسع الذي له نفس حجم العضو الذكري.
- تمارين قاع الحوض: تُعرف أيضًا باسم "تمارين كيجل"، خلال هذه التمارين يتم التركيز على انقباض وانبساط عضلات قاع الحوض. الهدف من هذه التمارين هي تدريب المريضة على التحكّم في هذه العضلات، ومن ثَم، يُمكنها مُمارسة العلاقة الزوجية بشكل طبيعي، ولكن من أجل الحصول على أفضل نتائج يُفضّل القيام بذلك تحت إشراف طبي.
- توسيع المهبل: في بعض الحالات يُفضّل التدخل الجراحي، حيث يُمكن توسيع المهبل عن طريق البوتوكس على سبيل المثال إلى جانب جراحات آُخرى مُخصصة لذلك، سيُقرر الطبيب المُختص - اعتمادًا على شِدة الحالة - إذا كانت المريضة تحتاج إلى جراحة أم لا.
وأخيرًا، نوّد التأكيد على أنه من الواجب على الزوج أن يكون مُتفهمًا لحالة زوجته إذا أُصيبت بالتشنج المهبلي، كما يجب أن يُقدّم لها الدعم والحب حتى تتخلص من هذه المشكلة، ولابُد أيضًا أن يُصاحبها في رحلة علاجها وأن يُشاركها هذه الرحلة.