فرط نشاط الغدة الدرقية : كيف يُمكننا إعادة التوازن؟
تعريب: هاجر الغريب
مُعظم الناس رُبما سمعوا عن نقص أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أو يوجد في دائرة معارفهم شخص مُصاب بهذه المشكلة، ولكن ما مدى فهمك لهذه الحالة؟
ما هي الغُدة الدرقية وما هي مُهمتها؟
الغدة الدرقية هي غُدة صمّاء، ما يعني أنها مسئولة عن إفراز الهرمونات في الجسم. وتتكاتف هذه الهرمونات مع أعضاء الجسم من أجل تنظيم وظائفه، ويشمل ذلك كل وظائف الجسم بالمعنى الحرفي ابتداءً من التنفس وحتى النوم.
وتُفرز الغدة الدرقية هرمونات الغدة الدرقية التي تُسمى ثالث يود الثيرونين (T3) وهرمون الثيروكسين (T4). مسئولية هذه الهرمونات الأساسية هي تنظيم عملية الأيض في الجسم، كما أن لها تأثيرات أُخرى تشمل درجة حرارة الجسم ومُعدّل ضربات القلب.
أين توجد الغدة الدرقية في الجسم؟
تقع الغدة الدرقية في منطقة مُقدّمة العُنق، أسفل تُفاحة آدم مُباشرة. وتتكوّن الغدة من فصين مُتصلين، وتُشبه إلى حد ما شكل الفراشة.
ما هو فرط نشاط الغدة الدرقية؟
فرط نشاط الغدة الدرقية هي الحالة التي تُنتج خلالها الغدة الهرمونات بشكل مُفرط، ما يتسبب في حدوث الخلل. ويُمكن أن تُصيب هذه الحالة أي شخص، ولكنها شائعة أكثر لدى النساء، وهُناك العديد من الأسباب الكامنة التي قد تؤدي للإصابة بهذه الحالة.
ما هي أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية؟
هُناك عدد كبير من الأعراض الخاصة بحالة فرط نشاط الغدة الدرقية، والتي تختلف في حِدتها من حالة إلى أُخرى. وعادةً لا تظهر جميع الأعراض على المرضى، ولكن القائمة التالية تتضمن أكثر تلك الأعراض شيوعًا:
- فقدان الوزن.
- القلق.
- تساقط الشعر.
- تقلبات المزاج.
- الأرق.
- الشعور بالحر الشديد.
- التعرق.
- الشعور بالإعياء.
- الضعف العام.
- الإسهال.
- ظهور توّرم في الرقبة.
- الحكّة.
على أيةً حالة هذه ليست كل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، وعادةً ما يتم التشخيص من خلال الطبيب بُناءً على الأعراض وتحليل عينة دم المريض.
ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية؟
هُناك عدد كبير من الحالات المرضية المُختلفة التي تُسبب الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
- داء جريفر هو مرض مناعي، خلاله يتم مُهاجمة الغدة الدرقية من قِبل جهاز المناعة في الجسم، لذا يُعد هذا الداء المسئول عن ثلاثة أرباع حالات فرط نشاط الغدة الدرقية. جدير بالذكر أن داء جريفر شائع أكثر لدى النساء عن الرجال، وهو مرض وراثي جُزئيًا.
- من الأسباب الشائعة أيضًا للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية هي زيادة عقيدات الغدة الدرقية ما يؤدي إلى فرط نشاط الغدة. وعادة ما يُصيب هذه الحالة الأشخاص أكبر من سن الـ 60.
- هُناك أيضًا بعض الأدوية التي قد تُزيد من نسبة اليود في الجسم، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى فرط نشاط الغُدة الدرقية.
- التهاب الغدة الدرقية أيضًا يُعد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
- ورم الغدة النخامية - والذي عادةً ما يكون ورم حميد يُصيب الغدة النخامية - من شأنه أن يتسبب في الإصابة بحالة فرط نشاط الغدة الدرقية. تقع الغدة النخامية في قاعدة الدماغ، وتُنظم عمل الغدة الدرقية عن طريق إفراز هرمون الغدة الدرقية (THS) كإستجابة لمستويات هرمون الغدة الدرقية في الجسم.
كيف يُمكن مُعالجة حالة فرط نشاط الغدة الدرقية؟
لحسن الحظ، فإن حالة فرط نشاط الغدة الدرقية يُمكن علاجها. وتُعد الأنواع الرئيسية لعلاج هذه الحالة هي:
- الأدوية العلاجية: تحُد مادة الإثيوناميد من إنتاج الغدة للهرمونات الزائدة، ما يؤدي إلى إعادة التوازن. وعلى المدى القصير، يُمكن أيضًا لحاصرات مُستقبلات بيتا أن تُساعد في علاج أعراض حالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
- العلاج باليود المُشع: حيث يُستخدم الإشعاع في تدمير بعض أنسجة الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى خفض كمية الهرمونات التي يُمكن إنتاجها من قِبل الغدة.
- إجراء جراحة: عن طريق الجراحة يُمكن إزالة جزء من الغدة الدرقية. وفي معظم الحالات يتم إزالة الغدة الدرقية بالكامل، ومن أجل تعويض الهرمونات التي تُنتجها الغدة الدرقية يجب أن يُواظب المريض على أخذ دواء مدى الحياة ليقوم بهذه المُهمة.