ما هو التحفيز العميق للمخ ؟
بقلم: الدكتور/ يوسف ياسين
تحرير: هاجر الغريب
رُبما تكون هذه المرة الأولى التي تسمع بها عن تقنية التحفيز العميق للمخ ، ولكنها من ضِمن العلاجات الجراحية المعنيّة بعلاج أو تخفيف أعراض العديد من الأمراض، خاصةً تلك الأمراض المُرتبطة بالمخ أو الجهاز العصبي.
ومن أجل الاستفاضة في الحديث عن هذا العلاج وأهميته حاورنا الدكتور/ يوسف ياسين - استشاري جراحة المُخ والأعصاب – الذي سيُحدّثنا أكثر عن ماهية هذا العلاج، والحالات المرضية التي يُمكن علاجها أو تخفيف حِدة أعراضها من خلال التحفيز العميق للمخ.
ما هو التحفيز العميق للمخ؟
التحفيز العميق للمخ هو عبارة عن زراعة أقطاب الكترونية في مراكز عميقة في المخ عن طريق نظام لمسي وتحت عمل مُراقِب الوظائف الحيوية، وذلك من أجل إيصال القطب إلى أفضل نُقطة استجابة في المركز المعني. يتم ربط الأقطاب الإلكترونية ببطارية تُنتج الذبذبات الكهربائية المنتظمة ويتم زرع الجهاز بالكامل داخل الجسم. يمكن برمجة هذا الجهاز عن طريق جهاز يعمل بالموجات الصوتية والمغناطيسية من خارج الجسم حيث يوضع جهاز البرمجة فوق الجلد الموجود تحته جهاز التحفيز.
ما هي الحالات التي يُمكن علاجها بالتحفيز العميق للمخ؟
الحالات التي يُمكن علاجها بالتحفيز العميق للمخ هي:
- حالات الباركينسون المتقدمة.
- حالات الرعاش الأوّلي المُستعصي.
- حالات الديستونيا المُستعصية.
- بعض حالات الصرع المُستعصي.
- بعض حالات متلازمة توريت وهنتينغتون (Huntington's chorea).
وجدير بالذكر أنه خلال العشر سنوات الماضية بدأ يدخل التحفيز العميق للمخ في علاج بعض حالات الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري.
ما مدى تأثير التحفيز العميق للمخ في علاج الحالات المرضية؟ وهل هو علاج جذري؟
أولًا يجب معرفة أن التحفيز العميق للمخ ليس علاجًا جذريًا أو شافيًا، لأنه لا يُزيل سبب المرض ولا المرض نفسه. ولكنه يُساعدنا على السيطرة على أعراض المرض بطريقة أفضل وبجرعات دوائية أقل، إلى جانب أنه يُكسب المريض عِدة سنوات من التحسن ما كان ليحصل عليها بالعلاج الدوائي وحده.
أما مدى التحسن فيعتمد على نوع المرض، درجته، حالة المخ، عمر المريض وعوامل أُخرى كثيرة. فمثلا الرعاش الأوّلي من الأمراض التي تستجيب بشكل جيّد جدًا عادةً ولفترة طويلة من الزمن، أما الديستونيا الشاملة لكل الجسم أو معظمه فتستجيب بشكل أقل ولفترة أقصر عادةً.
هل هُناك مخاطر أو آثار جانبية يُمكن أن تترتب على العلاج بالتحفيز العميق للمخ؟
التحفيز العميق للمخ بشكل عام هو إجراء روتيني وآمن جدًا. ولكن، هناك احتمالية 1 إلى 2 % لحدوث نزيف في المخ أثناء أو بعد التحفيز، مما قد يترتب عليه آثار أو أعراض عصبية جديدة.
كما أن هُناك نسبة احتمال 2 إلى 4 % لحدوث عدوى جرثومية، الأمر الذي قد يضطرنا إلى إخراج الجهاز من الجسم، ويُمكن إعادة زراعة جهاز جديد لاحقًا عندما تبرأ العدوى. عند التحفيز بجرعات كهربائية عالية قد يحدث تنميل في بعض أجزاء الجسم، عدم وضوح في الكلام، تغيرات مزاجية، أو عدم اتزان في المشي.
ما النتائج المتوقعة بعد عملية التحفيز العميق للمخ؟ وكيف يُمكن الحفاظ على هذه النتائج؟
النتائج المتوقعة هي تحسّن في الأعراض بالنسبة للمريض خلال بضعة أشهر، ويعتمد مدى التحسّن على نوع المرض، مرحلته، عمر المريض، حالة المخ وبعض العوامل الأخرى كما ذكرنا سالفًا.
الحفاظ على هذه النتائج يتطلب التقيُّد بالخطة العلاجية التي يضعها الطبيب مع عدم تغيير برمجة الجهاز في فترات مُتقاربة، وعدم اللجوء إلى جرعات كهربائية أعلى من اللازم.
هناك حالات تتطلب أيضًا الاستمرار على العلاج الدوائي، مع وجود التحفيز العميق للمخ لكي يحدُث التحسُّن المطلوب. وبالطبع هناك عوامل لا يُمكن التاثير عليها حيث يُمكن أن يفقد التحفيز العميق للمخ بعض أو كل فعاليته بعد فترة من الزمن قد تطول أو تقصر.
إذا كان لديك المزيد من الاستفسارات حول التحفيز العميق للمخ، يُمكنك الآن حجز موعد مع الدكتور/ يوسف ياسين من هنا