ما هي متلازمة الحساسية المركزية ، ولماذا يصعُب تشخيصها؟
تعريب: هاجر الغريب
تشمل متلازمة الحساسية المركزية مجموعة من الأمراض التي وُجد أنه من الصعب تشخيصها، مثل التهاب العضلات الليفي (الفيبرومالجيا)، التعب المُزمن، مُتلازمة القولون المُتهيج، والحساسية الكيميائية المُتعددة.
ما هي متلازمة الحساسية المركزية؟
متلازمة الحساسية المركزية هو كيان جديد في عالم الطب، يشمل سلسلة من الحالات المُزمنة ذات الخصائص المُشتركة. وقد تم اكتشافها وتسميتها من قِبل الدكتور/ يونس في عام 1994.
تتسبب مُتلازمة الحساسية المركزية في التحسس من الأشياء التي تتفاعل داخل الجهاز العصبي المركزي. من ضِمن هذه الأشياء، الأضواء الساطعة، الأصوات المُرتفعة، الروائح القويّة .. إلخ. والتي يُمكن أن تُسبب جميعها تهيجًا يظهر في مناطق مُختلفة من الجسم.
ما هي الأمراض التي تشتمل عليها متلازمة الحساسية المركزية إلى جانب الفيبرومالجيا؟
يشتمل هذا المُصطلح على مجموعة كاملة من الحالات الصحيّة بما في ذلك الفيبرومالجيا، التعب المُزمن، مُتلازمة القولون العصبي، مُتلازمة المفصل الصدغي الفكي، الصداع النصفي، صداع التوتر، مُتلازمة المثانة العصبية، والحساسية الكيميائية المُتعددة.
هل من الصعب تشخيص هذه الحالة؟
يصعُب تشخيص هذه الحالة بسبب أن المرضى يكون لديهم أعراض مُختلفة، يتطلب علاجها أكثر من تخصص، مثل طبيب الأعصاب من أجل مُعالجة الصداع، أخصائي الجهاز الهضمي من أجل مُعالجة الجهاز الهضمي، وأخصائي أمراض الروماتيزم من أجل علاج آلام العضلات والتعب.
كل طبيب يعمل في حدود تخصصه، الأمر الذي يجعل التشخيص صعب. حيث أن كل طبيب لا يستطيع رؤية الصورة بشكل كامل، ولذلك غالبًا ما يكون العلاج مُصاحب بأعراض.
في الأونة الأخيرة، أصبح التشخيص يتم من خلال أعراض المريض، مصحوبًا بالفحوصات الجسدية، والدراسات التحليلية للتحسس الخلوي للمواد الكيميائية والأطعمة. وأيضًا عن طريق البحث، يتم اختبار تقنيات التشخيص مثل التصوير الحراري، المسعرات، أو دراسات تلف الخلايا. وقد أثبتت هذه التقنيات كفاءتها في تشخيص متلازمة الحساسية المركزية . هناك أيضًا تقنيات تصوير يمكن فيها رؤية فرط استثارة الخلايا العصبية لمحفزات معينة، ولكنها تستخدم فقط للبحث في الوقت الحالي.
ما السبب وراء الإصابة بمتلازمة الحساسية المركزية؟
تحدُث هذه المتلازمة نتيجةً لعدم انتظام وظائف الجهاز العصبي المركزي، الجهاز المناعي، والغدد الصماء.
إن أسباب هذا الخلل والشذوذ غير معلوم حتى اللحظة، باستثناء فرط استثارة الخلايا العصبية للجهاز العصبي المركزي، وفرط الحساسية في الجهاز المناعي. كما يُشتبه في أن ظهور هذه الحالة قد يكون مُرتبط بأحداث مُرهقة، أو ببعض أنواع الحساسيات، أو التغيرات الهرمونية.
يُعتقد أن تطوّر هذه الحالة - التي أصبحت أكثر شيوعًا بشكل متزايد - مُرتبط بطريقة الحياة وعدم التكيف مع البيئة الحديثة التي يُعاني منها بعض الناس. في الوقت الحاضر ، نحن أكثر تعرضًا للعديد من المحفزات عن ذي قبل، والتي من ضمنها: الغذاء، المواد الكيميائية، تغير المناخ، المجالات الكهرومغناطيسية والتلوث.