الحقيقة وراء اضطراب ثنائي القطب
تعريب: هاجر الغريب
اضطراب ثنائي القطب – أو كما كان يُعرف سابقًا الهوس الاكتئابي – هي مجموعة من المُشكلات العقلية، التي بدأت مؤخرًا أن تحصل على البحث والاهتمام الذي تستحقه. وعلى الرغم من أن اضطراب ثنائي القطب هي حالة يُمكن مُعالجتها، إلّا أن عدد كبير من الحالات يُترك دون تشخيص، الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة على المريض والأشخاص المٌحيطين به على حدٍ سواء.
بل إن اضطراب ثنائي القطب قد يؤدي إلى الانتحار إذا فاض الكيل بالمريض ولم يتمكّن من إيجاد آي حل آخر آمن بالنسبةٍ له. وحيث أن تشخيص اضطراب ثُنائي القطب عادةً ما يكون صعب كون أن أعراضه تتداخل مع حالات أُخرى، فإن هذه الحالة لم تحصل بعد على الاهتمام الكافي كحالة مرضية قائمة بذاتها، وبالتالي لا تحصل أبدًا على العلاج المُناسب، هذا إذا تم العلاج من الأصل.
أعراض اضطراب ثنائي القطب التي يجب الانتباه لها:
العلامات الأساسية بالنسبة لحالة اضطراب ثنائي القطب هي:
- التقلبات المزاجية الشديدة والتي لا يُمكن السيطرة عليها. حيث ان مريض ثنائي القطب عادةً ما يتقلب بين شعور الهوس الشديد وشعور اليأس وفقدان الأمل (الاكتئاب). نوبات الاكتئاب أو نوبات الهوس هذه يُمكن أن تستمر لعِدة اسابيع أو شهور قبل أن يتحوّل مزاج المريض إلى النقيض تمامًا مرة أخرى.
- في بعض الأحيان يتم تشخيص المريض أنه مُصاب بحالة اكتئاب قبل أن تأتي نوبة الهوس مرة أُخرى (حيث قد تأتي نوبات الهوس بعد عِدة أعوام). الأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب عادةً ما يجدون صعوبة في مُمارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، حيث أنهم يكونون مُكبلّون بشعور انعدام القيمة و القلق الساحق. بل إن هُناك بعض الحالات التي تُفكر جديًّا في الانتحار، وتتّابع أفكارهم السوداوية تلك في الظهور بين الحين والآخر.
ولحسن الظن فإن هُناك العديد من وسائل المُساعدة سواء على الانترنت أو الخطوط التليفونية المعنيّة بُمساعدة مثل تلك الحالات. لذا إن كُنت تُعاني أنت، أو إحدى الأفراد المُحيطين بك من أفكار انتحارية، فإن اللجوء إلى طبيب مُمارس عام أو مُختص أمر ضروري.
- أما نوبات الهوس في حالة اضطراب ثنائي القطب فعادةً ما تكون أقل حِدة من نوبات الاكتئاب، بل إنها قد تكون أوقات مُمتعة بالنسبة للبعض قبل أن تنقض عليهم مشاعر الاكتئاب مرة أُخرى. والأشخاص الذين يمرّون بنوبات الهوس خلال إصابتهم باضطراب ثنائي القطب عادةً ما يشعرون بطاقة جامحة، إلى جانب شعور بالسعادة والتفاؤل.
- ويُمكن أيضًا أن يجدون المرضى أنفسهم يقومون بصرف العديد من الأموال التي قد تكون أكثر من استطاعتهم على أشياء ليست من اهتماماتهم في الأصل. ويُمكن أيضًا أن يعتريهم لحظات من الإبداع، وهو أمر شائع؛ ولكن يُمكن أيضًا أن يُصاب مرضى اضطراب ثنائي القُطب بمرض الذهان، وهي الحالة التي خلالها يقوم المريض بسماع ورؤية أشياء غير موجودة.
- خلال نوبات الهوس أيضًا عادةً ما يتحدث مرضى ثنائي القطب بشكل أسرع من المُعتاد، كما أنهم يتحسسون بسهولة. بالإضافة إلى أنهم يزهدون في بعض الأنشطة اليومية الاعتيادية مثل النوم والطعام.
كيف يُمكن التعايش مع اضطراب ثنائي القطب؟
التقلبات المزاجية المُصاحبة لاضطراب ثنائي القطب قد تكون حادة في بعض الحالات، الأمر الذي يُصعّب من مُهمة المريض في مُمارسة حياته بشكل طبيعي ويجعل الأمر تحدي شاق بالنسبةٍ له. ولكن إذا تم تشخيص الحالة، فلن يضطر المريض إلى المعاناة في صمت، ولن يظل عاجزًا على استيعاب ما يحدُث له، وما السبب الذي يجعله غير مُتحكم في مشاعره.
هُناك عدد من العلاجات المُتاحة والتي يُمكنها مُساعدة مرضى اضطراب ثنائي القطب في مُواصلة حياتهم بشكل طبيعي، غير مُتأثرين بشكل كامل بالحالة التي يُعانون منها.
وتشمل خيارات العلاج بالنسبة لاضطراب ثنائي القطب ما يلي:
- الأدوية: والتي تأتي على هيئة مُثبتات المزاج، وهي الأدوية التي تُساعد على تجنّب نوبات الاكتئاب، الهوس، والهوس الخفيف (شكل بسيط من أشكال الهوس).
وهذا النوع من الدواء يجب أن يُؤخذ على المدى الطويل. كما أن هُناك أدوية أيضًا من شأنها أن تُعالج نوبات الاكتئاب والهوس عندما تأتي.
- العلاج النفسي: الخضوع للعلاج النفسي يُمكن أن يُساعد مرضى ثنائي القطب على التعامل مع الأعراض، كما أن العلاج النفسي سيُساعد المريض على تحسين علاقاته الشخصية بالأشخاص المُحيطين به.
- فهم طبيعة الحالة: التعرّف على ما قد يُحفزّ نوبات الهوس أو الاكتئاب وأعراضهما.
- تغيير نمط الحياة: على الرغم من أن ذلك قد يكون صعبًا للغاية، خاصةً خلال نوبات الاكتئاب التي يمر بها مريض ثنائي القُطب، إلّا أن إحداث بعض التغييرات في نمط الحياة قد تحسّن جودة حياة المريض. وقد تكون هذه التغييرات بسيطة للغاية مثل تناول أكلات صحيّة، مُمارسة التمارين بانتظام، النوم لساعات أطول، أو التخطيط لبعض الأنشطة التي يُحبها الشخص.
- التحدّث مع الأشخاص المُقربين لك.
ويؤمن الأطباء أن دمج عِدة علاجات مع بعضها البعض هي الطريقة المُثلى للتحكّم في حالة اضطراب ثنائي القطب على المدى الطويل. ومن المُهم أيضًا أن يتم تشخيص الحالة بشكل صحيح، حيث أن التشخيص الخاطئ للمريض يُمكن أن يكون له تأثير مُدّمر عليه.