هل يُمكن علاج الوسواس القهري جراحيًا ؟
تعريب: هاجر الغريب
تؤثر مشكلة الوسواس القهري على 2-3 % من البشر. وهي عبارة عن مزيج من الأفكار المُلحّة (الهوس)، السلوكيات المُتكررة التي لا يُمكن السيطرة عليها (الدوافع القهرية) والقلق. أكثر من 20% من الحالات لا تتحسن بالعلاجات الطبيّة التقليدية، ولكن يُمكن علاج الوسواس القهري لديهم جراحيًا أو عن طريق "الجراحة الإشعاعية". حيث أظهرت التجارب أن فصل بعض الدوائر العصبية بين الفص الجبهي وبقية الدماغ، من شأنها التحسين من أعراض الوسواس القهري.
كيف يتم علاج الوسواس القهري جراحيًا ؟
يُمكن علاج الوسواس القهري عن طريق جراحة التوضيع التجسيمي الموجهة بالرنين المغناطيسي، وتُجرى الخطوات على النحو التالي:
- يتم فحص المرضى باستخدام الاختبارات الوظيفية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد المناطق المُراد علاجها، والتي تؤدي إلى اضطراب الوسواس القهري لدى المريض.
- ثم يتم وضع أداة على رأس المريض.
- يتم بعد ذلك إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي ، ثم نقل المريض إلى غُرفة العمليات.
- تحت التخدير العام، يتم عمل فتحتين في المنطقة الأمامية من الدماغ، حيث يتم من خلالهما إدخال مسبار ساخن، لتقليل حجم الآفات التي تتسبب في فصل مناطق الدماغ المُختلفة، حيث تصبح في حجم حبة الأرز.
جدير بالذكر أن المُدة التقريبية لهذه الجراحة هي أربع ساعات.
ماذا بعد الجراحة؟
بعد جراحة الوسواس القهري يُمكن أن يشعر الأشخاص ببعض التشوّش، كما يُمكن أن يُعانون من صداع خفيف. كما يُمكن أيضًا أن يُصابون بالحُمى، الغثيان، أو حتى القئ؛ وبالرغم من ذلك فإنهم عادةً يكونون في وضع الاسترخاء والهدوء.
ويحتاج علاج الوسواس القهري جراحيًا البقاء في المشفى مُدة لا تقل عن ثلاث أيام. تبدأ هواجس الوسواس القهري في الاختفاء بسرعة بعد الجراحة، ولكن التحسن الكامل يظهر بعد عام عندما يجد المريض نفسه أقل وسواسة، كما ستقل التصرفات القهرية لديه بشكل ملحوظ.
علاج الوسواس القهري بالجراحة الإشعاعية:
خيار آخر من خيارات علاج الوسواس القهري جراحيًا عن طريق الجراحة الإشعاعية، والذي يُستخدم خلاله "سكين غاما". وتُجرى الجراحة على النحو التالي:
- يتم تزويد المريض بأداة التوضيع التجسيمي، حيث يتم إدخال سكين غاما، والذي يتكوّن من نظام إشعاعي مُشابه للتصوير بالرنين المغناطيسي، ولا يتطلب التخدير.
- يبقى المريض في هذا الجهاز لمُدة ثلاث ساعات، ويُغادر المشفى في غضون ساعتين بعد العملية.
لا يُعاني المريض من أي إزعاج جرّاء العملية، ويتحسن سلوك الهوس في غضون 6 أشهر إلى سنة بشكل تدريجي وببطئ.
نتائج علاج الوسواس القهري جراحيًا :
تتحسن الوسواس والدوافع القهرية في 71٪ من الحالات بعد إجراء الجراحة، كما تتحسن جودة حياة المريض في 75 من إجمالي الحالات التي قامت بهذه الجراحات. والنتائج مُتشابهة في المجموعة التي عولجت بالجراحة الإشعاعية.كما لم يلاحظ أي آثار ضارة طويلة المدى.