دليلك عن أنواع التهاب الكبد الفيروسي وأسبابه
تعريب: هاجر الغريب
الكبد هو أحد أعضاء الجسم الحيوية، والذي تتمثّل مُهمته – مع بعض أعضاء الجسم الأُخرى – في تخليص الجسم من السموم وتصفية الدم. وعلى الرغم من أن الكبد يمتلك قوى تجديد ذاتية مُذهلة، إلّا أن بعض الفيروسات يُمكنها مُهاجمته، الأمر الذي قد ينتج عنه مشاكل مُهددة للحياة.
ما هو التهاب الكبد الوبائي؟
التهاب الكبد الفيروسي/ الوبائي هو ببساطة توّرم أو التهاب يُصيب الكبد. والذي يُمكن أن ينتُج عن عِدة أسباب بما في ذلك الاستهلاك المُفرط للكحوليات، الإصابة بمُشكلة تخص المناعة الذاتية، التعرّض لصدمة، أو الإصابة بإحدى الفيروسات. في حالة أن كان السبب فيروسي، يتم تشخيص المريض بالتهاب الكبد الفيروسي.
وتُعد الأنواع الأكثر شيوعًا بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي هي: التهاب الكبد A، التهاب الكبد B، التهاب الكبد C، والتهاب الكبد E. هذه كُلها مُسميات لأنواع الالتهابات التي قد تُصيب الكبد. وهُناك حالات مرضية أُخرى – أكثر شيوعًا - يُمكن أن تتسبب في التهاب الكبد، مثل حُمى الصفراء. ولكن التركيز في هذه المقالة سيكون على الأنواع (A,B, C, E).
في كثير من الأحيان، لا تظهر أعراض التهاب الكبد، أو خفيفة جدًا. وفي الحالات التي يحدث فيها ذلك، قد تظهر مجموعة من الأعراض، منها:
- نقص الشهية.
- ألم البطن.
- درجة حرارة مُرتفعة.
- آلام العضلات والمفاصل.
- الغثيان.
- الإرهاق.
- اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين).
- حكة في الجلد.
- لون البول الداكن.
- لون براز شاحب.
يُمكن أن يستمر التهاب الكبد لفترة قصيرة، ويذهب من تلقاء نفسه. هذا الالتهاب قصير الأمد يُدعى "التهاب الكبد الوبائي الحاد". أما التهاب الكبد طويل الأمد – أو الالتهاب المُزمن – فعادةً ما يكون أكثر خطورة، كما أنه يُمكن أن يؤدي في النهاية إلى تليّف الكبد.
التهاب الكبد الفيروسي A:
إن التهاب الكبد الفيروسي A مُعدي للغاية، وهو غالبًا ما يُنقل للشخص عن طريق المأكولات أو المشروبات المُلوّثة. ويُقال إن مسار العدوى يكون عن طريق الفم - البكتيريا الغائطية، مما يعني أن الفيروس ينتقل عندما تدخل آثار البراز المُلوّث عبر الفم. ومن المُحتمل أن يكون الصرف الصحي السئ وسوء النظافة من البيئات التي يُمكن أن ينتشر فيها الفيروس.
لا يوجد علاج مُحدد لالتهاب الكبد الفيروسي A، لأنه – في مُعظم الحالات – يذهب من تلقاء نفسه. وتبدأ الأعراض في الظهور على المريض بعد حوالي إسبوعين إلى ثلاث أسابيع من التقاط العدوى، ويُمكن أن يتطلب الأمر ما يزيد عن 6 شهور للتعافي.
ولحسن الظن، فإن مُعظم الأشخاص الأصحاء يتم شفاءهم تمامًا من التهاب الكبد الوبائي A، ويكون لديهم مناعة طويلة الأمد ضد الفيروس. أم مُضاعفات الحالة – مثل الإصابة بالتليّف الكبدي – فهي نادرة الحدوث، وعادةً ما تُصيب المرضى الذين يُعانون من ضعف في المناعة، أو هؤلاء الذين كانوا يُعانون من قبل من مشاكل في الكبد.
بعض النصائح لتجنّب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي A:
- الحفاظ على النظافة الشخصية.
- تجنّب الأطعمة أو المشروبات التي قد تكون غير نظيفة.
جدير بالذكر أيضًا أن لقاح التهاب الكبد الفيروسي A أصبح مُتوّفر بالنسبة للأشخاص الذين قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالمرض.
التهاب الكبد الفيروسي B:
ينتقل التهاب الكبد الفيروسي B عن طريق الدم، ما يعني أنه إذا اختلط دمك مع دم شخص مُصاب فإن هُناك احتمالية أن تلتقط العدوى. ومع انتقال الفيروسات، فإنها يُمكن أن تعيش لفترة طويلة خارج الجسم، لذا فإن شفرات الحلاقة والإبر المُشتركة، وما إلى ذلك، كُلها تُعد من وسائل نقل العدوى المُنتشرة. كما يُمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا من الأم إلى طفلها.
وكما هو الحال مع التهاب الكبد الفيروسي A، فإنه لا يوجد علاج مُحدد أيضًا للنوع B. بالنسبة للأشخاص البالغين، مُعظم حالات العدوى تكون حادة، ويُمكن أن يُشفى الشخص تمامًا من دون علاج في خلال 6 شهور.
يعد التهاب الكبد B المزمن أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يصابون بالعدوى عند الولادة. هذا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل تليف الكبد وقد يتطلب العلاج.
نصائح من أجل تجنّب الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي B:
حيث أن هذا النوع من التهاب الكبد يُنقل عبر الدم، يُمكنك الالتزام بهذه الأمور:
- تجنّب مُشاركة الأغراض الشخصية مثل: شفرات الحلاقة وفُرش الأسنان.
- تجنّب مُشاركة الإبر أو الأدوات الأُخرى الخاصة بالعلاجات.
- مُمارسة الجنس الآمن.
التهاب الكبد الفيروسي C:
بالنسبة لالتهاب الكبد الفيروسي C فإنه ينتشر من خلال مُلامسة الدم للدم. وفي مُعظم الحالات، يكون التهاب الكبد الوبائي C مُزمن، ولكن في البداية عادةً لا تظهر أي أعراض. في الواقع، مُعظم الأشخاص الذين يحملون هذا الفيروس لا يعرفون أنهم مُصابون، إلّا إذا حدث ضرر كبير في الكبد إلى الدرجة التي أدت إلى ظهور أعراض على الشخص المُصاب.
وعادةً ما يؤدي التهاب الكبد الوبائي C المُزمن إلى الإصابة بتليّف الكبد. وإذا أُصيب الشخص بالتهاب الكبد الوبائي C في نفس الوقت مع إصابته بالأنواع الأولى (A,B) فإن الضرر الذي يلحق بالكبد يكون مُضاعفًا.
جدير بالذكر أن التهاب الكبد الفيروسي C يُمكن أن يُعالج بكفاءة عن طريق الأدوية التي تُساعد في التعافي التام من الفيروس. وقد تم تطوير العلاج الخاص بهذه الحالة خلال السنوات الأخيرة ومع التقدّم الطبي، حيث أن 90% من الحالات أصبح من المُمكن شفاؤها.
نصائح من أجل تجنّب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C:
حيث أن هذا الفيروس يُنقل أيضًا عن طريق الدم، فيُمكن تقليل خطر الإصابة به عن طريق تجنّب التعامل مع الدم المُلوّث، وهؤلاء الذين يستخدمون الحقن في تناول العلاجات مُعرضون لخطر مُتزايد، ولذلك يجب:
- يجب تجنّب مُشاركة الأغراض الدوائية، مثل: الإبر والمحاقن.
- كُن حذرًا من مصادر العدوى الأُخرى، بما في ذلك شفرات الحلاقة.
- مُمارسة الجنس الآمن.
وعلىى عكس أنواع التهاب الكبد الأُخرى، لا يوجد حتى اللحظة لقاح خاص بالتهاب الكبد الوبائي C.
التهاب الكبد الفيروسي E:
يُعد التهاب الكبد الفيروسي من النوع E من أكثر أنواع التهابات الكبد المُسببة لالتهاب الكبد الحاد. وهو بشكل عام من أنواع التهابات الكبد الأقل حِدة من الأنواع الأُخرى، كما أنه يُعالج من تلقاء نفسه. ولكن، يجب على المرضى الذين يُعانون من ضعف في المناعة أو الذين عانوا من قبل من مشاكل في الكبد، أن يتوخوا الحذر.
السيدات الحوامل أيضًا تزيد لديهم عوامل الخطورة من الإصابة بتليّف في الكبد نتيجة الإصابة بالفيروس.
كما هو الحال مع كلٍ من التهاب الكبد الفيروسي A و B ، فالإصابة بهذا النوع من التهابات الكبد تكون عن طريق فضلات البراز، والأطعمة والمشروبات المُلوّثة. مسار آخر مُحتمل من مسارات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي E يكون عبر اللحوم الغير مطبوخة جيّدًا لحيوان يحمل الفيروس (وهي الحالات التي تُعرف بالأمراض حيوانية المصدر).
لا يوجد أيضًا علاج خاص بالتهاب الكبد الوبائي E بالنسبة لمُعظم الحالات، حيث أن العديد من الأشخاص يُمنكهم الامتثال للشفاء تمامًا من دون أي علاجات. وبالنسبة للأشخاص الأكثر عُرضة لتفاقم الحالة والإصابة بالمُضاعفات (مثل تليّف الكبد)، نتيجةً للإصابة المُسبقة بمشاكل في الكبد – فيُمكن إعطائهم أدوية مُضادة للفيروس.
نصائح من أجل تجنّب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي E:
قد يُساعد التأكد من طهي جميع اللحوم بشكل صحيح، والحفاظ على النظافة الشخصية على منع انتشار المرض. إذا كنت مسافرًا إلى بلد ينتشر فيه التهاب الكبد E عليك باتبّاع الآتي:
- غسل يديك بشكل مُنتظم.
- تجنّب تنظيف أسنانك بمياه الصنبور.
- تجنّب استخدام مُكعبات الثلج، حيث أن المياه قد تكون مُلوّثة.
- تجنّب شُرب المياه من الصنبور.
- تجنّب تناول اللحوم والأسماك الغير مطبوخة.
- تأكد من أن الفواكة والخضراوات الغير مطبوخة مغسولة جيّدًا بالمياه النظيفة.
وكما هو الحال مع التهاب الكبد الفيروسي C، فإنه لا يوجد أيضًا لقاح بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي E.