الضغط العصبي : كيف تحافظ على هدؤك أمام تحديات العصر الحديث؟
تعريب: آيه دياب
الضغط العصبي، على الرغم من دلالاته السلبية، هو جزء من السبب وراء بقائنا كجنس بشري حتى اليوم. فالضغط العصبي هو السبب وراء غريزة "القتال أو الهروب" الموجودة لدينا، والتي نشأت عندما شعر أسلافنا القدامى بالخطر. ومع ذلك، فقد تغير الزمن، ولم يعد الضغط العصبي مفتاحًا لبقائنا بنفس المعنى، لكن أجسامنا تستمر في التصرف بنفس الطريقة عندما نتعرض لتهديد حقيقي أو متصور. في مرحلة أو أخرى، يؤثر الضغط العصبي علينا جميعًا. فهو جزء من تراثنا الجيني، حتى لو لم نعد نختبئ من الوحوش الجائعة، فإن الحياة المعاصرة تقدم لنا أنواعًا مختلفة من التحديات التي يمكن أن تثير غرائزنا البدائية.
يجب الانتباه لأعراض الضغط العصبي
يؤدي الضغط العصبي إلى إحداث تغييرات جسدية في الجسم، وإطلاق مواد كيميائية معينة مثل الأدرينالين من أجل مساعدتنا في التعامل مع المواقف "الخطيرة". وبمجرد زوال الخطر، سواء كان دبًا جائعًا أو زعيمًا في طريقه للحرب، تنخفض مستويات الضغط العصبي عمومًا مع عودة الجسم إلى طبيعته، ولكن في بعض الحالات قد يشعر الشخص بأنه في حالة من الضغط العصبي المستمر. يظل جسدهم يقظًا طوال الوقت، ويبدأون في تطوير أعراض معينة تتعلق بالضغط العصبي مما يؤدي إلى تأثير سلبي على صحتهم.
يمكن أن تؤثر أعراض الضغط العصبي علينا بعدة طرق. وقد تظهر إما جسديًا أو عاطفيًا أو سلوكيًا أو معرفيًا.
علامات الضغط العصبي البدني:
- صداع
- طاقة منخفضة
- آلام
- أرق
- قلق ورعشة
- فم جاف
- فك مشدود
- تململ الساقين
- فقدان الرغبة الجنسية
الأعراض العاطفية:
- الانفعال
- صعوبة في الاسترخاء
- احترام الذات متدني
- تجنب التواصل الاجتماعي
- الشعور بالارتباك من الحياة
الأعراض السلوكية:
- تجنب تحمل المسؤوليات
- زيادة استهلاك الكحول أو المخدرات أو السجائر
- تغيرات في عادات الشهية الطبيعية
- إظهار بعض السلوكيات العصبية مثل قضم الأظافر
الأعراض المعرفية:
- النسيان والفوضى
- صعوبة في التركيز
- القلق كثيرا
- التشاؤم
مشكلة الضغط العصبي المزمن
بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المدن، يمكن أن تكون الحياة قصفًا للحواس. تكون مستويات الضغط العصبي لديهم أعلى لأن الجسم كثيرًا ما يكون في حالة ضغط عصبي بسبب وضع القتال أو الهروب الذي يتعرض له دائمًا. ومع ذلك، لا داعي للقلق حول التعرض للضغط العصبي من حين لآخر، فهذا لن يضر بصحتك بشكل عام. ولكن، الضغط العصبي طويل المدى يمكن أن يؤدي إلى ظهور بعض المشاكل الصحية الخطيرة بما في ذلك:
- أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وحتى النوبات القلبية
- مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق
- اضطرابات الاكل
- العجز الجنسي
- مشاكل الجهاز الهضمي
- مشاكل البشرة
- مشاكل الدورة الشهرية
كيف تتغلب على الضغط العصبي
إن التعايش مع الأوضاع الراهنة ليس بالأمر السهل، وغالبًا ما يكون الضغط العصبي أحد الآثار الجانبية لكل ما يتعين علينا التعامل معه يوميًا من أخبار أو حتى من تحديات يومية. ففي بعض الأحيان، نحتاج جميعًا إلى التحكم قليلًا في الضغط العصبي الذي يصيبنا عندما نشعر أن الأمور أصبحت خارجة عن السيطرة. ومن أجل التعامل مع تلك الضغوط، فمن الأفضل محاولة العثور على سببها الجذري. حيث يساعد ذلك على التحكم في الضغط العصبي مستقبلًا فتصبح مهمة أقل صعوبة. وبدلاً من الانغماس في كل ما يجري في حياتك والشعور بأنك فقدت السيطرة، يتيح لك ذلك، التراجع عن الموقف ورؤيته بشكا أكثر واقعية دون السماح له بالسيطرة عليك.
يمكن أن يساعدك القيام بشيء تحبه أيضًا في التعامل مع الضغط العصبي. كما يمكن للمشاركة في أنشطة مفيدة أن تساعد بشكل كبير في تقليل مستويات الضغط العصبي.