ما هو التباعد الاجتماعي وما مدى أهميته؟
تعريب: آيه دياب
يعد فيروس الكورونا (COVID-19) تحديًا عالميًا غير مسبوق فالوضع مستمر في التفاقم يومًا بعد يوم. حيث تشهد في المملكة العربية السعودية وحول العالم، زيادة سريعة في حالات العدوى والوفيات الناجمة عن فيروس الكورونا، مما يجبر الحكومات على تبني استراتيجيات مختلفة واللجوء إلى إجراءات صارمة لمحاولة إدارة الأزمة والسيطرة عليها.
في وضع لم يشهده أحد من قبل، يستخدم مسؤولون الصحة وقادة العالم الآن قواعد التباعد الاجتماعي في محاولة للسيطرة على انتشار فيروس الكورونا، وتخفيف الضغط على الخدمات الصحية لحماية أولئك الذين هم أكثر تضرراً بالمرض.
أُغلِقت مدارس المملكة العربية السعودية، وقيل لنا جميعًا أن نعمل من المنزل وأن نتجنب الاتصال بالآخرين، ونُصح كبار السن بالابتعاد عن الأصدقاء والأقارب تمامًا حتى إشعار آخر. كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الخيارات التي نتخذها الآن يمكن أن تكون "الفارق بين الحياة أو الموت لشخص آخر". ولكن ماذا يعني التباعد الاجتماعي بالضبط؟ ومن يتوجب عليه الالتزام به؟
ما هو التباعد الاجتماعي ومن يجب أن يلتزم به؟
النصيحة للجميع وهو شيء يجب أن نقوم به جميعًا، وليس فقط كبار السن.
الإبعاد الاجتماعي هو العمل على ترك مسافة جسدية أكبر من المعتاد بينك وبين الآخرين لتجنب الاتصال المباشر. تختلف التدابير قليلاً من بلد إلى آخر ولكن النصيحة الحالية في المملكة هي:
- تجنب الاتصال بشخص يظهر عليه أعراض فيروس الكورونا (Covid-19) وتشمل الأعراض سعال جاف ومستمر و / أو ارتفاع في درجة الحرارة.
- تجنب التنقل الغير ضروري في وسائل النقل العام، وخاصة خلال ساعة الذروة.
- العمل من المنزل حيثما أمكن. وإذا كان عليك الخروج في الأماكن العامة، فاحرص على الحفاظ على مسافة آمنة بينك وبين الآخرين والتي تبلغ حوالي مترين أو أكثر.
- تجنب التجمعات مع الأصدقاء والعائلة واستخدم التكنولوجيا مثل الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال.
- تجنب التجمعات الكبيرة مثل حفلات الزفاف والحفلات وأيضًا التجمعات الصغيرة في دور السينما والمطاعم والمقاهي والنوادي ومراكز التسوق.
- استخدم هاتفك أو خدمات الإنترنت المتاحة للاتصال بطبيبك.
تم اتخاذ هذه الإجراءات بحيث لا يصبح بإمكانك تنفيذ مهامك اليومية الأساسية ولكن مع تقليل فرص إصابتك بالفيروس.
يُنصح بشدة بتقليل تفاعلاتك وجهًا لوجه مع الأصدقاء والعائلة كلما أمكن ذلك؛ في حالة:
- كان عمرك 70 عام أو أعلى
- كنتِ امرأة حامل
- كان لديك حالة صحية مزمنة
لماذا يعد التباعد الاجتماعي بالغ الأهمية في ظل تفشي فيروس الكورونا؟
بينما ينتشر فيروس الكورونا من خلال قطرات الجهاز التنفسي - خاصة عندما يعطس الأشخاص ويسعلون - فالحفاظ على مسافة آمنة بين بعضهم البعض يهدف في النهاية إلى تقليل فرص انتقال العدوى.
بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة الحادة بفيروس الكورونا، يمكن أن تكون هذه الفترة مقلقة للغاية. هؤلاء الأشخاص هم كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، والذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة.
تظهر الإحصائيات في هذه اللحظة من الصين وإيطاليا أن حوالي 80 ٪ من الوفيات كانت في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 وما فوق وحوالي 75 ٪ تُوفوا بسبب مُعاناتهم من مشاكل صحية سابقة. كما أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب وأمراض الكبد وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وارتفاع ضغط الدم معرضون أيضًا لخطر الإصابة الشديدة بالمرض في حالة العدوى.
في الحالات الخطيرة، يمكن أن يؤدي فيروس الكورونا إلى الالتهاب الرئوي ومتلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس) والفشل الكلوي الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
هذا هو السبب في أن التباعد الاجتماعي الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. فمن خلال غسل أيدينا كثيرًا، وتقليل تفاعلاتنا الاجتماعية، والحفاظ على مسافة آمنة والبقاء في المنزل كلما أمكن ذلك، يمكننا منع انتقال فيروس الكورونا وحماية هؤلاء الأشخاص من كبار السن وذو الحالات المرضية المزمنة.
ما الفرق بين التباعد الاجتماعي والعزل الذاتي؟
العزل الذاتي يختلف قليلاً عن التباعد الاجتماعي. أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض المحتملة لفيروس الكورونا، أو كانوا على اتصال مباشر مؤخراً مع شخص مصاب، يجب أن يقوموا بعزل أنفسهم في المنزل بعيدًا عن الآخرين.
العزل الذاتي هو نهج أكثر صرامة ويتضمن:
- عدم مغادرة المنزل
- عدم الذهاب للعمل
- عدم السفر
- عدم استقبال الزوّار
في المملكة العربية السعودية، يجب على أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض أن يقوموا بتطبيق العزل الذاتي لمدة سبعة أيام على الأقل وأولئك الذين كانوا على اتصال مع شخص مصاب يجب أن يفعلوا ذلك أيضاً لمدة 14 يوماً وهي فترة الحضانة للفيروس؛ لمراقبة تطور الأعراض وظهورها عليهم.
ماذا نتوقع في الأيام القادمة؟
بالنسبة لمعظمنا، ما يأتي بعد نصيحة التباعد الاجتماعي لا يزال غير معروف. نظرًا لأننا نتعلم المزيد من البلدان الأخرى كل يوم ونرى مدى سرعة تأثير هذا الفيروس على وضعنا الحالي، فمن المرجح أن تصبح القرارات في المملكة أكثر صرامة في الأسابيع المقبلة. ومع ذلك، في الوقت الحالي، أفضل شيء يمكننا القيام به هو البقاء على اطلّاع بأحدث النصائح الحكومية، وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة والتأكد من أننا جميعًا نقوم بدورنا لمكافحة هذا الفيروس.
للحصول على أحدث المعلومات حول فيروس الكورونا (COVID-19)، قم بزيارة صفحة وزارة الصحة، أو صفحة نصائح منظمة الصحة العالمية.
إذا كنت حاليًا في حالة عزل ذاتي أو تقوم بتطبيق إبعادًا اجتماعيًا وتحتاج إلى التحدث إلى متخصص، فيمكنك التحدث إلى طبيب باستخدام خدمة الاستشارات الإلكترونية عن بُعد. اضغط هنا