اضطراب حاستيّ الشم والتذوق : الأسباب والعلاجات
بقلم: الدكتورغسان العقبي
تحرير: هاجر الغريب
حاستيّ الشم والتذوق هُما من الحواس الأهم التي أنعم الله بهما علينا، فمن خلال هاتيّن الحاستيّن يُمكننا بسهولة التمييز بين الأطعمة ورائحتها، وتمييز العديد من الأشياء المُحيطة بنا والتي نتعامل معها بشكل يومي. كما تُنبهنا هذه الحواس إلى حدوث الحرائق أو تسريبات الغاز، وغيرها من الأمور التي لا نستطيع إدراكها سوى بهاتين الحاستيّن.
ومن المعروف أن حاستيّ الشم والتذوق مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطًا وثيقًا، حيث أن 80 % من تذوّقنا مُرتبط بالرائحة. وعليه فإن أي خلل أو اضطراب قد يحدُث لهاتين الحاستين يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المُصاب وأدائه لمهامه اليومية.
وحرصًا منّا على سلامة الجميع خاصةً في ظل ظروف جائحة كوفيد 19 التي نمر بها الآن، وجّهنا بعض الأسئلة إلى دكتور/ غسان العقبي - استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة – فيما يخُص اضطرابات الشم والتذوق وخاصةً الأسباب التي قد تؤدي إليها والعلاجات المُحتملة.
ما هي أسباب فقدان حاستيّ الشم والتذوق؟
تتعدد أسباب اضطرابات حاستيّ الشم والتذوق والتي قد تتسبب في فقدانهما، ويُمكن أن نُلخص الأسباب فيما يلي:
- انسداد الأنف، والذي يُمكن أن يكون بسبب اللحميات، انحراف الحاجز الأنفي أو تضخم القرنيات الأنفية. كما يمكن أن يكون الانسداد بفعل توّرم أنسجة الأنف الداخلية، كما يحدث مع نزلات البرد، حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية.
- خلل في عمل الخلايا العصبية المسؤولة عن الشم، والذي قد يحدث بفعل الضربات القوية على الرأس، أو بعد نزلات البرد حيث لا تعود حاسة الشم مع زوال الالتهاب.
- أورام الأنف وقاع الجمجمة وهي نادرة الحدوث وتسبب بفقدان الشم بسبب الانسداد أو بسبب تأثيرها المباشر على الأعصاب المسؤولة عم الشم
- كما أنه قد يحدث بفعل بعض الأسباب النادرة مثل كسل الغدة الدرقية ونقص حمض الفوليك.
كيف يتم تشخيص اضطرابات الشم والتذوق؟
من أجل تحديد سبب ضعف الشم والتذوق لابُد من إجراء فحص للأنف بالمنظار في العيادة؛ وقد يستلزم الأمر عمل أشعة مقطعية لتقييم حالة الجيوب الأنفية أو أشعة رنين مغناطيسي لفحص الدماغ وأعصاب قاع الجمجمة. وفي حال الاشتباه في نقص الهرمونات في جسم المريض قد يُطلب منه القيام بعمل بعض تحاليل الدم.
ما هي العلاجات المُقترحة لاضطرابات حاستيّ الشم والتذوّق؟
يعتمد العلاج على سبب فقدان حاسة الشم، وعادةً ما يتراوح بين العلاجات الموضعية - كما هو الحال مع حساسية الأنف – والجراحة إذا كان السبب هو انسداد الأنف، كما هو الحال مع اللحميات الأنفية وانحراف الحاجز الأنفي.
في حال استمرار فقدان الشم بعد نزلات البرد أو في حال عدم وجود سبب واضح لفقدان الشم والتذوّق، يُمكن استخدام كورس قصير من حبوب أو شراب الكورتيزون حيث أن البعض يستجيب لذلك.
كما يُمكن القيام بعمل تمارين حاسة الشم وذلك بتكرار شم عدد من الروائح المألوفة بشكل يومي مع محاولة تذكر الرائحة الأصلية عند الشم (يُمكن أن تكون روائح عطور، أزهار، قهوة أو بهارات).
من المهم وجود كاشف دخان وكاشف تسرب غاز في المنزل لتفادي الكوارث التي قد تحدث لعدم الانتباه للحريق أو تسربات الغاز، خاصةً للأشخاص الذي يُعانون من اضطرابات في الشم والتذوّق.
إذا كُنت تُعاني من إحدى اضطرابات الشم والتذوق يُمكنك حجز موعد مع الدكتور غسان العقبي من هنا.