أنواع تقشير البشرة الكيميائي ومدى تأثيره على الجلد
تعريب: هاجر الغريب
إن الرغبة في تحسين جودة البشرة بدأت مُنذ قديم الأزل، عندما كانت النساء في مصر القديمة يضعن قشور العنب المُخمّر على أوجههن في محاولة لجعلها أكثر نعومة؛ وهي واحدة من أقدم الأشكال لما يُعرف الآن بـ "تقشير حمض الجليكوليك".
في وقتنا الحالي، هذا الأمر مازال يحدُث ولكن بأشكال أُخرى مُختلفة. في هذا المقال نستعرض الأنواع المُختلفة لتقشير البشرة الكيميائي، وكيف يُمكن لهذه التقنية أن تُساهم في تجديد خلايا البشرة.
ما مدى تأثير تقشير البشرة الكيميائي على الجلد؟
يُساعد التقشير في علاج مشاكل عديدة في البشرة، من أهمها؛ البقع التي تُسببها الشمس، التصبغات، التجاعيد، آثار الحبوب، هذا إلى جانب كونها تُعزز من جودة البشرة بشكل عام.
مع مرور الوقت، فإن الطبقة الخارجية من البشرة – والتي تحمي البشرة من أشعة الشمس، العدوى والتلوث – تُبطئ في عملية تجديد خلايا البشرة عندما تُصاب بالتلف، الأمر الذي ينتج عنه عدم ظهور طبقة جلد جديدة على سطح البشرة. وبالتالي تبدأ بعض المشاكل في الظهور على الطبقة الخارجية للبشرة مثل الندبات، الاحمرار، وفرط التصبغ الذي يجعل لون البشرة غير مُوحد، أو أن يظهر علامات على البشرة في مناطق مُعينة.
يُسرّع تقشير الجلد من عملية تجديد خلايا البشرة، ويسمح للجلد الجديد أن يظهر على سطح البشرة. كما يُحفز التقشير الكيميائي الكولاجين في الظهور على سطح البشرة، ويُساعد في بقائها أكثر شبابًا وأكثر تماسكًا (والكولاجين هو نوع من أنواع البروتينات التي تُنتجها خلايا البشرة، والتي تُبقي البشرة صحيّة ونضرة).
ومن أكثر المناطق في الجسم التي عادةً ما تحتاج إلى عمليات التقشير هي الوجه، الكفيّن ومنطقة أعلى الصدر.
ما هي أنواع تقشير البشرة الكيميائي المُتاح؟
1. التقشير السطحي للبشرة (تقشير حمض الجليكوليك):
إذا كُنتِ تبحثين عن مُقشر سطحي للبشرة للاستعمال اليومي، فننصحك بمُقشرات حمض الجليكوليك، والتي تُعرف أيضًا بمُقشرات "أحماض ألفا هيدروكسي" أو مُقشرات حمض الساليسيليك. وعادةً ما تكون هذه المكوّنات موجودة في منتجات العناية بالبشرة المُتاحة في جميع الصيدليات، وتُستخدم في التقشير الخفيف للبشرة.
وتعمل هذه الأنواع من المُقشرات على تكسير المواد التي تعمل على تماسك الجلد الميت ببعضه البعض، وبذلك فإن الجلد الميت يتم إزالته وتتجدد الطبقة الخارجية من البشرة. هذه المُقشرات تعمل على الطبقة الخارجية فقط من البشرة، وعادةً ما تكون ضمن دورة علاج تستمر لمدة أسابيع، وتكون هذه الدورة مبنية على مُقشرات حمض الساليسيليك.
2. التقشير المتوسط (التقشير بحمض التريكلوروسيتيك)
عادةً ما يٌستخدم التقشير المُتوسط في علاج البقع الناتجة عن أشعة الشمس، والتصبغات في البشرة. ويُعتبر حمض التريكلوروسيتيك هو أهم المواد المُستخدمة في هذا النوع من التقشير. وعادة ما يتبع التقشير المتوّسط أُسبوع يتم فيه عمل تقشير للجلد يوميًا، تظهر البشرة خلال هذه الفترة وكأن عليها طبقة من الغُلاف البلاستيكي.
ويُنصح بهذا النوع من تقشير الجلد للأشخاص الذين يُعانون من مشاكل جسيمة في بشرتهم مثل الندبات وتدمير البشرة الناتج عن الشمس، كما يُنصح به للأشخاص الذين يودون رؤية نتائج سريعة على بشرتهم.
هل التقشير الكيميائي مؤلم؟
قد يشعر الشخص بوخز بسيط خلال إجراء التقشير السطحي للجلد، ولكن في حالة التقشير السطحي فقد يكون هُناك ألم محسوس، وقد يشعر الشخص بإحساس الحرق البسيط، ولكن عادةً لا يكون هذا الإحساس شديد، كما أنه أمر طبيعي في مُعظم الحالات.
ونوّد التأكيد على أن جلسات التقشير الكيميائي لابُد أن يقوم بها شخص مُحترف ومُدرّب، حتى يستطيع احتواء أي آلم أو شعور بعدم الراحة قد يُصيب الشخص خلال الجلسة، وذلك عن طريق وضع مُهدأ للحروق أو مُخفف للآلام.
ما هي الطريقة المُثلى للعناية بالبشرة بعد التقشير الكيميائي؟
بعد إجراء أي نوع من أنواع تقشير البشرة، يكون الترطيب أساسي وهام للغاية. حيث يجب وضع كريمات أو منتجات خاصة يُنصح بها من خلال مُتخصص؛ وبالطبع لابُد من وضع الكريمات الواقية من الشمس، والتي يجب أن توضع دائمًا وتحت كل الظروف بشكل عام.
أيضًا يجب الحرص على الابتعاد عن أشعة الشمس لفترة من الوقت، وعليك معرفة أن تساقط الجلد وتقشيره خلال هذه المرحلة أمر طبيعي للغاية.