لقاح فايزر : هل فيروس الكورونا في طريقه إلى النهاية؟
بقلم: هاجر الغريب
إنها تلك اللحظة التي انتظرناها منذ مارس الماضي، إعلان لقاح فيروس الكورونا الذي نأمل أنه سوف يُنقذ حياة الملايين. لقاح فايزر هو بمثابة الضوء في آخر النفق، الذي نُعوّل عليه جميعًا من أجل إنهاء كابوس فيروس الكورونا.
سنُناقش في هذه المقالة كل ما نعرفه حتى اللحظة عن لقاح فايزر ، وإلى أي مدى يُمكن أن نعتبره بشكل قاطع لقاحًا لفيروس الكورونا الذي حيّر الأطباء والعلماء.
معلومات حول لقاح فايزر :
يوم الاثنين الماضي - وتحديدًا في التاسع من شهر نوفمبر لعام 2020 – أعلنت شركتيّ "فايزر" و "بيونتيك" - الرائدتين في مجال صناعة الأدوية والهندسة الحيوية – عن نجاح اللقاح الخاص بهما في منع الإصابة بفيروس الكورونا، وذلك تبعًا للنتائج الأوليّة للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح.
وقد تم إثبات فعالية هذا اللقاح بنسبة 90% في مُحاربة الفيروس وأعراضه، وذلك بعد اختباره على أكثر من 40 ألف مُتطوّع. وهو ما نعتبره حدثًا هامًا في خضم السباق الحميم بين الشركات في إنتاج لقاح لفيروس الكورونا.
ممّ يتكوّن لقاح فايزر؟
"mRNA"، هو اسم المادة الجينية التي تم صنع لقاح فايزر منها؛ تحمل هذه المادة بعض التعليمات وتنقلها لخلايا الجسم لبناء البروتينات. يحتوي اللقاح على جزء مُحدد من مادة "mRNA" والتي تعمل على تحفيز خلايا الجسم على تكوين نُسخ عديدة من البروتينات الشوكية لفيروس الكورونا. ومن ثم، عندما يواجه الجهاز المناعي تلك البروتينات، فإنه يتعرّف عليها ويهزمها.
على الجانب الآخر، فإن لقاح فايزر يتكوّن من جُرعتيّن. وتبدأ فعالية اللقاح في جسم الشخص بعد 28 يومًا من تلقيه، وتكتمل هذه الفعالية بعد أسبوع واحد من تلقّيه للجرعة الثانية.
متى يُمكن أن يكون مُتاحًا؟
أعلنت بعض الدول بالفعل بدأ توزيع لقاح فايزر على مواطنيها، منهم إنجلترا التي صرّحت أنها ستقوم ببدء تلقيح المواطنين ابتداءًا من مُنتصف شهر ديسمبر المُقبل.
لا شك أن الجانب اللوجيستي سيلعب دورًا خلال هذه المرحلة، حيث أن عملية توزيع اللقاح تعتمد بشكل أساسي على تصاريح السُلطة في كل دولة. في غضون ذلك، يسعى مكتشفو لقاح فايزر الحصول على تصاريح بشكل طارئ من "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA" من أجل إجازته وتسجيله.
من جانبهم، أعلنت الشركتان المُنتجتان للقاح فايزر أنهما ستتمكنان من تحضير ملايين الجرعات من اللقاح بحلول نهاية عام 2020. كما أعلنا خلال بيانهما الصحفي الأخير أنهما يتوقعان عودة الحياة الطبيعية بحلول مُنتصف عام 2021.
الجانب السلبي للقاح فايزر:
ليس سرًا أنه بسبب الجزء اللوجيستي للقاح فايزر، من المتوقع أن تتمكن الدول الغنيّة من الحصول على اللقاح بسرعة أكبر من الدول النامية والفقيرة.
هناك مشكلة أخرى تتعلق باللوجستيات، وهي عملية التخزين، حيث يتطلب لقاح Pfizer الاحتفاظ به في درجة حرارة مُنخفضة للغاية (حوالي -70 درجة مئوية)؛ وإلا فقد يتعرض للتلف. كما أن تاريخ صلاحيته تنتهي في غضون 6 أشهر فقط.
مثل هذه الأمور تُنذر بتأخّر تلقّي لقاح فايزر من قِبل بعض البلدان، التي قد تُواجه مشاكل في التكيّف بشكل سريع مع مُتطلبات لقاح فايزر.
ماذا يجب أن نفعل؟
حتى اللحظة التي تتلقّى فيها الجرعة الثانية من لقاح فايزر – في حالة أن أثبت فعاليته - عليك أن تتأكد من أن الخطر مازال قائمًا. حيث أننا مازلنا لا نملك رؤية واضحة عمّا ينطوي عليه هذا اللقاح، كما أننا مازلنا في حاجة إلى التأكيد على مشروعية هذا اللقاح بنسبة 100% من خلال الاختبارات والتجارب.
وبالتالي، فلابُد أن تبقى مُتمسكًا بجميع التدابير الوقائية المُتعلقة بالحد من انتشار أو الإصابة بفيروس الكورونا، والتي تشمل:
- ارتداء قناع الوجه في حالة تواجدك خارج المنزل.
- الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
- استخدام مُعقم اليدين الذي يتكوّن من 70% من الكحول، أو غسل اليدين بانتظام.
- حافظ على تعزيز جهاز المناعة لديك بكل طريقة ممكنة.
وبشكل عام، ستظهر الأيام القادمة المزيد عن هذا اللقاح. ومع توّجه العالم لاغتنام الفرصة لامتلاك هذا اللقاح في أسرع وقت ممكن، ستصبح الأمور أكثر وضوحًا، وسنقوم من جهتنا بإطلاعكم بكل تأكيد على آخر المستجدات.