العلاقة بين هشاشة العظام والسرطان : ما الذي يُمكن أن يُحسن من كثافة العظام؟
تعريب: هاجر الغريب
لا شك أن هشاشة العظام إحدى الحالات المرضية الأكثر شيوعًا في العالم. فقد تم تقدير عدد الحالات المُصابة بهشاشة العظام على مُستوى العالم بأكثر من 200 مليون مريض، وهُم بالتالي مُعرضون للإصابة بكسر في العظام، وهي إحدى المُضاعفات السريرية البارزة فيما يخص هذا المرض. وعلى الرغم من أن هشاشة العظام ليست الحالة المرضية الوحيدة المُرتبطة باستقلاب العظام، إلّا أنها الأكثر شيوعًا بينهم.
وفي حالة هشاشة العظام، على الرغم من أن العظم يكون مُتكلّس، إلّا أنه يكون هُناك أقل من عظمة واحدة لكل وحدة حجم. بالإضافة إلى ذلك، فإن هُناك تغييرًا يحُدث في البناء الدقيق للعظام، حيث يكون هُناك مُشكلة في جودة وكمية العظام. يؤدي ذلك إلى نقص في مُقاومة العظام، وبالتالي يحدُث كسر في العظام.
العلاقة بين هشاشة العظام والسرطان:
المرضى الذين يُعانون من مرض السرطان بشكل عام تزداد لديهم نسبة الخطورة للإصابة بهشاشة العظام، حيث أن مرضى السرطان يمرون بأوقات طويلة لا يقومون خلالها بالحركة بالشكل الطبيعي، الأمر الذي يؤثر على تطوّر العظام مثلما تؤثر عليه أيضًا الخضوع إلى العلاج الكيماوي و العلاج الإشعاعي
كما أن هُناك بعض أنواع السرطانات التي تتغذى على أنواع مُعينة من الهرمونات، فهي تعتمد على الهرمونات، وبالتالي فإنها تحتاج بالضرورة إلى العلاجات الهرمونية. ولكن الجانب السلبي من هذا العلاج هو أنه يؤثر سلبًا على التكلس الصحي للعظام. ويحدُث هذا الأمر في حالات سرطان الثدي و سرطان البروستاتا بشكل خاص.
وتُقلل هذه العلاجات من مُستويات هرمونيّ الاستروجين والهرمون الذكوري التيستروجين (الهرمون الذي يُساعد في الحفاظ على كثافة العظام)، وهو ما يُساهم في فقدان كتلة العظام.
تكوين وارتشاف العظام:
العظام هي عبارة عن أنسجة حيّة، ولذلك فإنها في تجدد دائم، وفي حركة دائمة: العظام الجديدة تُشكّل (تكوين العظام) ، وفي الوقت ذاته، العظام القديمة تُدمّر (ارتشاف العظام).تظهر هشاشة العظام عندما يحدُث خلل في العمليتين، الأمر الذي ينتج عنه فقدان العظام. وتعمل العلاجات الكيميائية والإشعاعية بشكل مُباشر وغير مٌباشر في حدوث هذا الخلل، فتتكسر العظام وتكون هذه بداية حالة هشاشة العظام.
تشخيص حالة هشاشة العظام:
يتم أولًا استجواب الحالة لمعرفة التاريخ المرضي لها، وتحديد ما إذا كان هُناك عوامل خطورة مُحتملة من أجل الإصابة بهشاشة العظام، ثم يخضع المريض بعد ذلك إلى الفحص للحصول على تقييم كامل لحالته من خلال إجراء هذه الاختبارات:
- تحاليل الدم والبول: والتي يجب على المريض أن يتسلمها خلال 24 ساعة، من أجل معرفة مُستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم والبول، إلى جانب تحديد بعض العناصر الأُخرى الهامة من أجل تكوين كثافة العظام بشكل صحيح، منها فيتامين D.
- إجراء أشعة سينية للعمود الفقري: وذلك من أجل فحص العمود الفقري، للتأكد ما إذا كان مُصابًا بالإنزلاق الغضروفي.
- قياس كثافة العظام: هُناك عِدة تقنيّات إشعاعية تسمح للأطباء بعمل قياسات لكثافة المعادن في العظام للمرضى. والتقنية التي عادةً ما تُستخدم في هذا الغرض هي (DEXA) ، وهي عبارة عن اختبار أشعة سينية خاص يُستخدم في فحص نسبة الكالسيوم في العظام، عادةً في مناطق أسفل الظهر والأفخاذ. وقد يُفيد للغاية أن تقوم بفحص كثافة المعادن في العظام في وقت مُعين، وتقوم باختبار تطوّر المرض ومدى استجابة الجسم للعلاج فيما بعد.
علاج هشاشة العظام:
نتيجةً لجميع ما سبق، يتمكن الأطباء من تقييم حالة العظام بالنسبة للمريض، وبالتالي تقدير خطر الإصابة بكسر في العظام. يجب معالجة جميع المرضى الذين يُعانون من خطر كسر العظام بغض النظر عن قيمة قياس كثافة العظام.
والعلاج الأمثل لحالة هشاشة العظام هو مجموعة التدابير العامة بعيدًا عن العلاجات الدوائية، وعن الحاجة، يُمكن أن تلجأ بعض الحالات إلى الأدوية. ومن الضروري أيضًا إحداث بعض التغييرات في حياة المريض، مثل:
- زيادة الأنشطة البدنية خاصةً خارج المنزل.
- الحفاظ على تناول كميات كافية من مُنتجات الألبان.
- الامتناع عن تناول المواد السامة مثل التبغ والكحول.
- تناول عناصر الكالسيوم وفيتامين D على هيئة مُكملات غذائية، والأدوية الأُخرى التي من شأنها أن تُساعد على تقوية العظام عن طريق تحسين احتباس الكالسيوم.