رائحة الفم الكريهة : الأسباب وطرق الوقاية
بقلم : آيه دياب
رائحة الفم الكريهة هي حالة منتشرة على نطاق واسع ولكنها لا تزال موضوعًا محظورًا. حيث يشعر الكثير من الناس بالحرج من الإبلاغ عن إصابتهم برائحة الفم الكريهة، ومن المحتمل أن يكون عدد الأشخاص الذين يعانون منها أكثر مما نعرفه. تشير التقديرات إلى أن 15-50 ٪ من السكان البالغين يعانون من ذلك في المملكة. فقد يكون من المحرج أن تكون لديك رائحة فم كريهة والأسوأ من ذلك إذا لم تدرك أنك مصاب بها. لكن هل تساءلت يومًا عن السبب؟ فهناك العديد من الأسباب المحتملة لرائحة الفم الكريهة، من رائحة النفس في الصباح والتدخين وبعض الأطعمة والمشروبات إلى سوء نظافة الفم...
نقدم لكم في هذا المقال الأسباب المحتملة وراء الرائحة الكريهة للفم وكيفية تجنبها.
ما الذي يسبب رائحة الفم الكريهة؟
هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة من أكثرها شيوعًا:
- النوم: تتوقف الغدد اللعابية عن إفراز اللعاب أثناء النوم، وبالتالي تتراكم البكتيريا في الفم مسببة الرائحة الكريهة، فاللعاب هو المسؤول عن تطهير وتنقية وترطيب الفم. وهو أمر مؤقت ويتعرض له الجميع.
- سوء نظافة الفم والأسنان: حيث تبقى بقايا الأكل متراكمة في الفم وبين الأسنان إذا لم تهتم بتنظيف أسنانك بالفرشاة والخيط يوميًا، مما يؤدي إلى تراكم البلاك والجير ومن ثم الإصابة بالتهاب اللثة، وهو ما يسبب الرائحة الكريهة.
- التدخين: يسبب التبغ رائحة كريهة في الفم ويؤدي التدخين إلى الإصابة بالتهاب اللثة كما أن المدخن يكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم.
- بعض الأطعمة: مثل البصل والثوم والأطعمة الحارة التي تُكون أحماض الكبريت المسؤولة عن الروائح الكريهة.
- العدوى الفطرية: التي تُكون طبقة بيضاء على سطح اللسان ومنها يصدر الرائحة الكريهة للفم.
- تقويمات وتركيبات الأسنان: التي تتطلب اهتمام دقيق وتنظيف وتفريش يومي وإلا ستتراكم فيها بقايا الطعام التي تتحول إلى بلاك وجير مسببة رائحة للفم.
- مضاعفات الحمل: مثل الغثيان أو تغير الهرمونات يمكن أن يسبب رائحة للفم.
- جفاف الفم: فكما ذكرنا سابقًا أن اللعاب هو المسؤول عن ترطيب الفم وتنقيته وتطهيره من البكتيريا المسؤولة عن الرائحة الكريهة في الفم، لذا فعندما يجف الفم من اللعاب تنشط البكتريا وتُصدر رائحة كريهة، وهو ما يحدث في الحالات التالية:
- انحراف الحاجز الأنفي: مما يجعل المريض يتنفس من خلال فمه، الأمر الذي يسبب جفاف الفم.
- مرضى السرطان: الذين يتلقون العلاج الإشعاعي، والذي يشمل جفاف الفم من بين مضاعفاته
- متلازمة شوغرن: التي تصيب العين والفم بالجفاف
- بعض الأدوية: مثل الركوتان.
هناك أيضًا أسباب أخرى تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة وهي مرتبطة ببعض المشاكل الصحية: كالسكري، ارتجاع المريء، الالتهاب الرئوي، التهاب الحلق وكذلك مشاكل المعدة ومشاكل الهضم.
كيف يمكنني منع رائحة الفم الكريهة والحفاظ على صحة الفم ونظافته؟
تبدأ الوقاية من رائحة الفم الكريهة بنظافة فموية ممتازة، بما في ذلك تنظيف اللسان، فحتى لو كنت تقوم بتفريش جيد وتنظيف ما بين الأسنان، فإن البكتيريا الموجودة على سطح اللسان هي سبب شائع لرائحة الفم الكريهة أيضًا، لذلك فمن المهم تفريش اللسان برفق كل يوم لضمان إزالة الرواسب البكتيرية.
فيما يلي بعض الخطوات الأساسية التي يجب مراعاتها للوقاية من رائحة الفم الكريهة هي:
- المحافظة اليومية على نظافة الأسنان من تفريش الأسنان بالمعجون وإزالة بقايا الطعام بالخيط السني.
- الحرص على عمل جلسة تنظيف عند طبيب الاسنان مرة كل ست شهور لإزالة جير الأسنان
- استخدام العلكة لتحفيز الغدد اللعابية على إنتاج اللعاب.
- استخدام بخاخ للفم بروائح منعشة.
- استخدام مضمضة فم غير كحولية.
- الإقلاع عن التدخين لن يساعد في منع رائحة الفم الكريهة فحسب، بل هو أفضل شيء يمكنك القيام به للحفاظ على صحتك العامة.
- مراجعة نظامك الغذائي؛ حاول الحد من الأطعمة المعروفة بأنها مرتبطة برائحة الفم الكريهة.
ما هو العلاج الأفضل لرائحة الفم الكريهة؟
يعتمد تحديد العلاج المناسب على السبب الكامن وراء رائحة الفم الكريهة. سيقوم الطبيب بإحالتك إلى المتخصص المناسب في حالة كان السبب وراء رائحة الفم الكريهة لديك هي مشكلة صحية أخرى، وعندها سيقوم بتقديم النصح لك بشأن مسار العلاج المناسب لحالتك.
هل يجب علىّ رؤية طبيب الأسنان أم أنه أمر يمكن علاجه منزليا؟
قد يحاول الكثير من المرضى ممن يعانون من رائحة الفم الكريهة التخلص منها عن طريق استخدام منتجات مثل النعناع أو العلكة أو تنظيف الأسنان بالفرشاة أو غسول الفم لأنهم يشعرون بالخجل، لكن من المهم أن ندرك أن الكثير من هذه المنتجات تقوم فقط بإخفاء الرائحة وليس علاجها. فإذا شعر شخص ما أنه لديه رائحة فم كريهة يجب أن يسعى للحصول على تقييم متخصص وذلك بزيارة طبيب الأسنان أو أخصائي أمراض الفم خاصة إذا كانت الرائحة تتعلق بأمراض أخرى.