كيف نُعالج تشوّهات الركبة عند الأطفال: الركبة الروحاء وتقوس الساقين
تعريب: هاجر الغريب
إن مشكلة الركبة الروحاء وتقوس الساقين تُعد من المشاكل التي لها علاقة بوضعية الجسم لدى الأطفال؛ والتي خلالها يكون اتجاه رأس الركبة إلى الداخل، بينما يكون اتجاه الساقين إلى الخارج. وتختلف هذه المُشكلة في حِدتها، كما تتطلب أحيانًا التدخل الجراحي الطفيف إذا لم تُعالج من تِلقاء نفسها مع نمو الجسم وتطوّره.
من الشائع أن تجد طفلك يُعاني من الركبة الروحاء بدءًا من العُمر الذي يبدأ خلاله الطفل في المشي وإلى أن يصل عمره إلى حوالي العامين. في حين أنه بدءًا من عُمر الثلاث سنوات يُمكن أن يُصاب بتقوس الساقين، وقد تستمر هذه الوضعية إلى أن يصل الطفل عُمر السبع أو الثمان سنوات، عندما تبدأ ساقيه في استعادة وضعيتها الطبيعية السليمة. وتبعًا لذلك فإن أي طفل قد تم الثمان سنوات ومازال يُعاني من الركبة الروحاء وتقوس الساقين فإنه قد يكون بحاجة إلى العلاج.
ما هي المضاعفات التي يُمكن أن تتسبب بها تشوّهات الركبة لدى الأطفال والمراهقين؟
تُغيّر مُشكلة الركبة الروحاء وتقوس الساقين من المحور الميكانيكي للركبة، مما يؤدي إلى زيادة الحمل على الجزء الداخلي أو الخارجي من الركبة. الأمر الذي قد يؤدي إلى شعور الشخص بالألم في الركبة خلال مرحلة البلوغ، كما يُمكن أن يتسبب في إصابته بالغضروف المفصلي أو الفصال العظمي
ما هي أنواع تشوّهات الركبة التي يُمكن أن تُصيب الأطفال والمراهقين؟
من المهم أن يتم التفرقة بين المجموعتين المُختلفتين من التشوّهات:
- التشوّهات التي لها علاقة بوضعية الجسم: والتي خلالها يكون هُناك نوع من المُبالغة في وضعية ما في الجسم، كما هو الحال في الركبة الروحاء وتقوس الساقين. وبشكل عام، لم تجد الدراسات الإشعاعية والسريرية أي سبب وراء الإصابة بمثل هذه المشاكل، كحدوث مشاكل في نمو العظام أو أي نوع من أمراض التمثيل الغذائي الأُخرى؛ وبمعنى آخر فإن الأطفال الذين يُصابون بمُشكلة الركبة الروحاء وتقوس الساقين هُم أطفال أصحاء.
- تشوّهات اضطرابات العظام (مرضية): والتي تحدُث مع الأطفال الذين يُعانون من تشوه الركبتين، حيث يوجد أيضًا تغيير في نمو هذه المفاصل أو غيرها من مفاصل الجسم. هذه هي التغيّرات التي تسببها الاضطرابات الخلقية أو الجينية.
ما هو علاج مُشكلة الركبة الروحاء وتقوس الساقين لدى الأطفال والمراهقين؟
إن عملية اللحام النصفي لرأس العظم (التحكم الموجه في النمو) هو إجراء جراحي طفيف يُمكن الاعتماد عليه كعلاج لمشكلة الركبة الروحاء وتقوس الساقين.
اللحام النصفي لرأس العظم هو تقنية تُستخدم لتعزيز استقامة الساقين. حيث يتم استخدام ألواح شد خاصة مع اثنين من المسامير يتم وضعهم في ركبة الطفل من خلال شق صغير، مع مُراعاة عدم الإضرار بغضروف النمو. يبقى الطفل في المستشفى يومًا كاملًا ويبدأ في المشي في اليوم التالي للعملية، وبعد 15 يومًا يُمكن للطفل أن يُمارس حياته بشكل طبيعي. تتم مراقبة تحسّن وضع الركبة كل أربعة أشهر. وعند التأكد من اكتمال التصحيح، يتم إزالة الصفائح من خلال شق صغير في نفس الجرح ويستمر نمو العظام بشكل طبيعي.
رعاية ما بعد الجراحة الخاصة بتشوّهات الركبة:
لا يتطلب الأمر أن يوضع للطفل جبيرة بعد الجراحة، وعادةً ما يستغرق الأمر من 12 إلى 18 شهر حتى تتحقق المُحاذاة الطبيعية. ويُمكن أن تختلف هذه الفترة من طفل لآخر، كما يُمكن أن نحتاج إلى مُراقبة نمو الطفل.