فيروس الكورونا: هل الأطفال محصنون ضد الإصابة؟
بقلم: الدكتور Gautam Kulkarni
تعريب: آيه دياب
تثير هذه الفترة الحرجة التي يعيشها العالم أجمع، بسبب تفشي فيروس الكورونا قلق الجميع ولا شك أن الآباء هم أكثر الناس قلقاً على صحة أطفالهم خلال هذه الأزمة. نذكر في هذا المقال بعض النصائح الموثوقة للآباء للحفاظ على صحة أطفالهم والتي يقدمها الدكتور Gautam Kulkarni وهو طبيب أطفال رائد في المملكة المتحدة. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن فيروس الكورونا COVID-19 وتأثيره على الأطفال، ومن هم الأشخاص الأكثرعرضة للإصابة بالفيروس.
هل يمكن أن نعتبر فيروس الكورونا مجرد إنفلونزا سيئة أخرى؟
إنه أسوأ بكثير. نظرًا لأن هذا الفيروس هو في الأصل فيروس حيواني، فيمكن أن يكون جهاز المناعة البشري غير مؤهلاً لمواجهته و الإستجابة له. هذا يعني أنه ليس لدينا مناعة وقائية ضده وأن نظام المناعة لدينا يمكن أن يفسد أيضاً السيتوكينات الضارة -وهي البروتينات التي تنتجها الخلايا-. ويمكن أن يؤدي سوء التفاعل مع البروتينات الموجودة في جهاز المناعة لدينا إلى تلف أعضاء الجسم.
كيف أعرف إذا كنت مصابًا بالإنفلونزا أو بنزلة برد أو بفيروس الكورونا؟
فيروس الكورونا والأنفلونزا ونزلات البرد لديهم العديد من الأعراض المتشابهة. الأكثر تحديدًا وتكرارًا فيما يتعلق بـ فيروس الكورونا هو الحمى والسعال. يقدم هذا الجدول نظرة ثاقبة حول مدى شيوع الأعراض المتشابهة لكل حالة:
لماذا لا يصاب الأطفال بفيروس الكورونا؟
نحن نعلم أن الأطفال لديهم استجابة أخف للفيروس ولكن بعض الأطفال قد يمرضون بشدة. فنحن نعتقد أن أجهزتهم المناعية قد تتفاعل بشكل مختلف مقارنة بالبالغين، وعلى الرغم من ذلك فإن الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية مزمنة قد يعانون من هذا المرض بشكل أشد نتيجة الإصابة بالفيروس.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس الكورونا ؟
الأطفال الذين يعانون من حالات مزمنة تؤثر على الرئتين أو القلب مثلاً، هم أكثر عرضة للخطر. يعتبر الأطفال المصابون بمرض السكري، والأطفال الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة بسبب العلاج المستمر أو حالات مرضية يُعانون منها هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
هل الأطفال المصابون بالربو في خطر أكبر من غيرهم؟
من المفترض أن يكون معظم الأطفال المصابين بالربو على ما يرام إلا في حالة احتياجهم دورات متكررة من الستيرويد عن طريق الفم. ففي هذه الحالة يرجى الاستمرار على أجهزة الاستنشاق كما وصف الطبيب.
هل يمكن إعطاء ايبوبروفين لطفلي في حالة ارتفاع الحرارة؟
لا تزال هيئة المحلفين تبحث بشأن ما إذا كانت مضادات الالتهاب الخافضة للحرارة (الإيبوبروفين) يمكن أن تجعل أعراض فيروس الكورونا أسوأ لأنه لا يوجد حاليًا دليل قوي يثبت ذلك. حتى نتوصل لمزيد من الابحاث، يمكن استخدام الباراسيتامول حسب الحاجة لمرض الحمى.
بالنسبة لآباء الأطفال الذين يعانون من مرض متعلق بالحمى والذين يشعرون بالقلق من عدم استقرار درجة حرارة طفلهم بعد تناول جرعات منتظمة من الباراسيتامول، في رأيي الشخصي، لا بأس في إعطاء جرعة لمرة واحدة من الإيبوبروفين لمنع نوبة الحمى.
هل يصاب عدد أقل من الأطفال بالفيروس؟
في الواقع، من المرجح أن يصاب الأطفال بفيروس الكورونا بنفس معدل إصابة البالغين. ومن المتوقع أن يصيب الفيروس نسبة تصل إلى 60٪ من السكان قبل انتهاء الأزمة. فمن الواضح أن الأطفال لا يعانون من المرض بنفس الشدة التي يعاني منها البالغين، على الرغم أن قلة قليلة منهم قد تصاب به بشكل خطير. ومع ذلك، فإن الأطفال لهم تأثير كبير في نشر الفيروس حيث قد لا تظهر عليهم أي أعراض ومع ذلك قد يقومون بنقله إلى الأجداد.
ماذا عن التحاليل واختبارات الدم؟
حاليًا، اعتبارًا من 24 مارس 2020، في السعودية، نقوم باختبار الأطفال المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى فقط ولكن هذا الوضع قابل للتغيير. هناك نوعان من الاختبارات:
- مسحات للتحقق ما إذا كان الشخص يحمل الفيروس بالفعل
- اختبارات الدم التي تؤكد ما إذا كان شخص ما قد أصيب في الماضي وأصبح محصنًا الآن.
هل توصل العلماء لأى دواء لعلاج فيروس الكورونا؟
هناك العديد من الأدوية التي يتم تجربتها لكن في الوقت الحاضر، نحن لا نعرف حقًا أي منها فعال.
في الوقت الحالي، تبدو الأدوية المضادة للملاريا واعدة وفقًا لبعض الخبراء. ولكن، إذا حضر لي أي طفل خلال هذا الوقت ويعاني من سعالًا سيئًا، فقد أرجح إعطاءه دورة من الأزيثروميسين، وهو مضاد حيوي آمن تمامًا لعلاج العدوى في الصدر. حيث يُعتقد أنه قد يكون له تأثير مفيد في الحد من انتشار الفيروس في خلايا الجسم.
أخيرًا، كيف نحافظ على الصحة النفسية للأطفال أثناء هذه الفترة؟
سيكون هذا الوقت بمثابة اختبار للآباء والأطفال على حد سواء. ففي العالم الحديث، حيث اعتدنا على حرياتنا الفردية، آمل أن يجعل هذا الوضع العائلات أقرب من بعضهم البعض. وأن يسعى كل منا على تحقيق التوازن بين الحفاظ على ممارسة بعض التمارين الرياضية والتعليم وتعلم مهارة أو لغة جديدة.
كما آمل أن يتعلم الأطفال أيضاً أن يكونوا أكثر مسؤولية وفهم ومشاركة لآباؤهم في بعض الضغوط التي قد يواجّهونها. وعلى صعيد آخر من المهم جدًا كآباء أن نتفهم شعور الأطفال بالقلق ونعمل على طمئنتهم، فبالطبع سيكون لديهم شعور بالخوف على صحتهم ومستقبلهم وصحة أحبائهم مثل أجدادهم.
ما هي التوقعات للفترة القادمة؟
من الممكن أن يصاب الكثير منا دون علم ويطور مناعة ضد فيروس الكورونا، مما يمنحنا الحماية. وأرى أن هذا يحدث في الغالب لدى الأطفال حيث تتعرض أجسادهم دائماً لفيروسات ولقاحات جديدة يتفاعلون معها بشكل لا يصدق. اما بالنسبة للبقية منا، فنأمل أن يتم تطوير لقاح في أقرب وقت.