داخل نفسية الرجل : أمور تؤثر على صحة الرجل النفسية تغفل عنها المرأة
بقلم: الدكتور/ إبراهيم حمدي
تحرير: هاجر الغريب
كثيرًا ما نتناول مُشكلة صحة المرأة النفسية، كون حالتها المزاجية تتأثر تبعًا للتغيّرات التي تمر بها المرأة بطبيعتها، من فترات حيض، إلى حمل وولادة وغيرهم. ولكن ماذا عن صحة الرجل النفسية؟ هل هُناك أمور يُمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للرجل يُمكن أن نغفل عنها؟ وهل يُمكن أن يمر الرجل بتغيرات مزاجية وتقلبات نفسية مثلما تفعل المرأة؟
هذا ما سنتعرّف عليه مع الدكتور/ إبراهيم حمدي – استشاري الطب النفسي والإدمان – والذي سيأخذنا في جولة داخل نفسية الرجل وما يُمكن أن يُعانيه في صمت.
من خلال ملاحظاتك، ما هي أكثر المشاكل النفسية التي يُعاني منها الرجل؟
من أكثر المشاكل النفسية التي يُعاني منها الرجال هي:
- اضطرابات القلق: خاصةً اضطراب القلق العام، اضطراب القلق الاجتماعي، أو الخوف من الأمراض. هذه بشكل عام من أكثر الاضطرابات النفسية التي تُصيب النساء والرجال على حدٍ سواء، ولكنها تُصيب نفسية الرجل بشكل أكبر.
- الاكتئاب: من الاضطرابات النفسية المُنتشرة بين الرجال أيضًا هو الاكتئاب؛ وجدير بالذكر أن الاكتئاب يُصيب الرجال بنسبة أقل بشكل ضئيل من النساء. ولكن الاكتئاب لدى الرجال يكون أكثر حِدة فيما يخص الأعراض كونهم أقل لجوءًا إلى المُساعدة من النساء، فعادةً ما يطلبون المُساعدة المُختصة في وقت مُتأخر.
- الإدمان: فهو من الاضطرابات النفسية التي تُصيب الرجال بنسبة أكبر بكثير من النساء. ويرجع السبب في ذلك إلى أن الرجل يميل إلى مُعالجة الاضطرابات النفسية التي قد تنتابه - مثل القلق والاكتئاب – بنفسه، ولذلك يلجأ إلى الإدمان.
ويُلاحظ أن من الفئات العُمرية الأكثر عُرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية في الرجال هي من سن المراهقة وحتى عُمر الـ 25 عام، ومن سن 45 فما فوق.
ما هي أهم الأمور التي يُمكن أن تؤثر على نفسية الرجل ؟
من أكثر الأمور التي قد تؤثر سلبًا على نفسية الرجل هي ضغوظات الحياة والصدمات. هذا إلى الجانب العامل الوراثي، حيث أن اضطرابات القلق والمزاجية يُمكن أن تُورّث من جيل إلى آخر.
العادات والمُمارسات الغير سليمة من شأنها أيضًا أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للرجل مثل تعاطي المُخدرات، كثرة تناول الكافيين، إدمان الحشيش، والكحوليات. كل هذه الأمور تزيد من المشاكل النفسية التي تُصيب الرجل، ولا تُساعده في الهروب من الضغوطات كما يعتقد.
هل يُمكن أن يتعرّض الرجل إلى تقلبات مزاجية مثل المرأة؟ وإذا نعم ما الأسباب؟
التقلبات المزاجية الطبيعية يُمكن أن تحدُث عند الرجال مثل النساء، ويُمكن أن يحدُث تغيّرات في الهرمونات كما هو الحال مع المرأة، خاصةً لدى المُراهقين أو لدى الرجال الذين يتعرضون إلى ضغوطات أو صدمات؛ حيث يُصاب الرجل بالضغط العصبي ما ينتج عنه التقلبات الهرمونية والمزاجية.
وهذه التقلبات طبيعية، طالما لم تؤثر على حياة الرجل الأسرية والاجتماعية والمهنية. أما إذا أثرت على هذه الجوانب بشكل واضح، أو إذا بدأ يظهر أعراض جسدية غريبة - مثل آلام الظهر غير واضحة السبب – فإن الرجل في هذه الحالة يحتاج إلى اللجوء إلى المُختص، لكي يتجنّب تحوّل هذه التغيرات المزاجية الطبيعية إلى مشاكل نفسية قد تحتاج إلى العلاج النفسي والأدوية.
لماذا يميل الرجال إلى الانعزال عند تعرّضهم لضغط عصبي أو تقلبات مزاجية؟
بطبيعة الرجل فهو لا يُفضّل التعبير عن نفسه كثيرًا، كما أنه لا يحب طلب المُساعدة، فهو يميل إلى مُساعدة نفسه بنفسهِ، وهو ما يدفع الكثير من الرجال إلى اللجوء للإدمان.
ما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع الرجل في هذه الحالة من قِبل المرأة؟
يجب على المرأة تقديم الدعم النفسي للرجل. وإذا قدمّت المُساعدة، لا يجب عليها مُحاولة التحكّم بالموقف؛ فمثلًا، يُمكن أن تنصحه باللجوء إلى الطبيب المُختص، وتتركه هو يُقرر من الطبيب الذي يوّد اللجوء إليه، ومتى يلجأ.
فالرجال بطبيعتهم يرفضون أن يتحكّم بهم أحد، ويميلون إلى إدارة المواقف بأنفسهم. ويُمكن أن يُفيد في هذه الحالة أيضًا اللجوء إلى أحد الأصدقاء أو الأقارب المُقربين من الرجل لمساعدته.
بماذا تنصح الرجال من أجل الحفاظ على صحتهم النفسية؟
- الرياضة لمُدة نصف ساعة يوميًا.
- الابتعاد عن العادات الصحيّة السيئة خاصةً تناول الكافيين بشكل مُفرط.
- الابتعاد عن المُخدرات بأنواعها خاصةً الكبتاجون والحشيش والكحوليات، كونها تزيد من أعراض الحالة.
- عند حدوث الصدمات أو المشاكل أنصح الرجل ألّا يكتم مشاعره، بل يجب مُشاركة ما يشعر به لزوجته أو أصدقاءه. سيُساعده ذلك في الابتعاد عن المشاكل النفسية التي قد تنتابه جرّاء هذه الأحداث.
متى تنصح الرجل باللجوء إلى الطبيب في حالة تعرّضه لمشاكل نفسية؟
في حالة شعور الرجل بأن التقلبات المزاجية أصبحت تؤثر على حياته الأسرية، الاجتماعية أو المهنية بشكل واضح. فمثلًا لاحظت تهيّج أعصابك بشكل سريع، أو إذا لاحظت ظهور مشاكل جسدية مثل بوادر ارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو تكرر معك حدوث مشاكل في النوم – في هذه الحالة يجب زيارة المُختص من أجل مُساعدتك بشكل سليم.
إذا كُنت تُعاني من اضطراب نفسي وتوّد استشارة مُختص، يُمكنك حجز موعد مع الدكتور/ إبراهيم حمدي من خلال هذا الرابط.