كيف تتغلب على مشكلة الرهاب لديك؟
تعريب: سلمى حامد
بينما يستطيع بعض الأفراد قضاء حياتهم مُتفاديين بنجاح مواجهة الرهاب الذي يعانون منه، يعجز البعض الأخر عن فعل ذلك، فهم يعانون من أنواع رهاب تصادفهم في حياتهم اليومية، لا يستطيعون تجاهلها بسهولة. مما يسبب لهم ضغط وإزعاج مستمر، الأمر الذي يؤثر على طبيعة حياتهم اليومية.
نُقدم لكم فى هذا المقال المزيد من المعلومات حول أنواع الرهاب وطرق العلاج المتاحة لمساعدتكم في التغلب عليه.
ما الفرق بين الخوف والرهاب؟
الخوف هو استجابة نفسية أو انفعالية نتيجة لوجود تهديد أو خطر حقيقي، فمثلًا إذا كنت تعاني من الخوف من المرتفعات، الأماكن المغلقة، الكلاب أو الأفاعي.. إلخ، ستجد أنك لا تحب ذلك وتشعر بعدم الارتياح عند مواجهته.
أما بالنسبة للرهاب، فهو مشابه جدًا للخوف ولكن مع وجود فارق واحد أساسى وهو أن التوتر والارتباك الذي تمر به يكون أشد بكثير مما قد يمنعك من التصرف بشكل طبيعي ويحول دون إنجازك للأمر، حتى إنه في بعض الأوقات يقوم الأفراد بمجهود كبير للغاية فقط لتجنب مواجهة الرهاب لديهم.
فعلى سبيل المثال قد يعاني شخص ما من الخوف من الطيران، فإذا اضطر إلى ركوب الطائرة فلن يستمتع بذلك ولكن سيقوم بالأمر على كل حال. أما إذا كان الفرد يعاني من رهاب الطيران فسيمر بتجربة نفسية عنيفة من التوتر والاضطراب ورفض للقيام بالأمر مما سيؤثر على حياته اليومية وفى أغلب الأحيان لن يتمكن من إتمام الطيران.
من الضرورى التمييز بين الخوف والرهاب لتحديد العلاج المناسب. ومع ذلك فقد يصبح هذا التمييز قرار شاق ومنطقة رمادية. فتحديد ما إذا كان هو خوف أو رهاب يعتمد بشكل كامل على قرار المريض وعلى قدر التوتر الذي يستطيع تحمله.
أنواع الرهاب الشائعة؟
نظريًا يمكن أن يعاني الشخص من رهاب تجاه أى شىء، ولكن هناك بعض الأنواع الشائعة:
- الرهاب الاجتماعي: وهو خوف الشخص من التواجد فى مواقف اجتماعية معينة.
- رهاب الخلاء: الخوف من التواجد في الأماكن المفتوحة.
- رهاب الاحتجاز: حيث يعاني الفرد من الخوف عند تواجده فى الأماكن المغلقة.
- رهاب المرتفعات.
- رهاب الطيران
- رهاب الأفاعي
- رهاب الكلاب
- رهاب الحشرات
- رهاب الحقن
كيف يتطور الرهاب؟
من الممكن أن يبدأ الرهاب فى التطور لدى الإنسان في أي مرحلة من مراحل الطفولة، المراهقة أو الشباب. ولكن لا يوجد أسباب واضحة عن سبب أو كيفية تطور أنواع معينة من الرهاب لدى الأشخاص. وعلى الرغم من ذلك تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:
- المرور بصدمة: من الممكن أن ينتج الرهاب عند مرور الشخص بتجربة صادمة متعلقة بموقف أو حدث أو شيء معين.
- العامل الوراثي: أكدت بعض الأبحاث على أن الرهاب ممكن أن ينتقل بالوراثة لأفراد العائلة.
- العامل البيئي: فقد يصبح الرهاب سلوك مكتسب عبر الوقت خاصة إذا شاهد الفرد فى مرحلة الطفولة تصرف سلبي أو شعور بالخوف تجاه أشياء محددة خاصة من والديه.
- أداء الدماغ: فحدوث تغيرات كيميائية فى المخ قد يلعب دورا في ظهور الرهاب لدى الشخص.
كيف يستطيع الطبيب النفسى مساعدة الفرد في التغلب علي الرهاب؟
تتمثل الخطوة الأولى في علاج الرهاب في تشخيصه عن طريق سؤال المريض عن الكيفية التي يعتقد أنه تطور بها، ونوع الأعراض التي يعاني منها، وكيف تؤثر على حياته.
فبينما يستطيع بعض الأفراد التعايش مع نوع الرهاب الذي يعانون منه، البعض الآخر لا يستطيع ذلك، حيث إنهم يعانون من رهاب تجاه أشياء يصادفونها في حياتهم اليومية ولا يستطيعون تجنبها؛ كرهاب الكلاب أو رهاب الأماكن المغلقة مثل المصعد.
يعد علاج التعرض من أنجح طرق علاج الرهاب، حيث يتم عن طريق تعرض الفرد لمصدر الرهاب لديه بخطوات صغيرة على مراحل متعددة وتحت إشراف الطبيب حتى يتمكن من مواجهة سبب الرهاب في النهاية، يمكن استخدام الأدوية بالتزامن مع العلاج النفسى في بعض الحالات للتحكم في ظهور بعض الأعراض، حيث أن الأدوية لا تعالج الرهاب بشكل تام، إنما تعمل فقط على التحكم في التوتر والقلق الناتج عنه.
متي يتم الشفاء التام من الرهاب؟
كل أنواع الرهاب يمكن معالجتها بنجاح ولكن لا يتم التخلص منها بشكل كامل. فما يقوم به العلاج هو تقليل حدة الأعراض والسيطرة على ردود فعل الفرد وزيادة قدرته على التحكم في الأمر.