كل ما تحتاج معرفته عن داء النقرس : الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج
تعريب: هاجر الغريب
داء النقرس هو عبارة عن نوبات من التهاب المفاصل المؤلمة والحادة؛ ويحدُث هذا الالتهاب نتيجةً لوجود بلورات من حمض اليوريك أسيد داخل المفاصل. وتتكوّن البلورات الملحية تلك في المفاصل والأوتار نتيجةً لزيادة نسب اليوريك أسيد في الدم (وهي الحالة التي تُعرف بفرط حمض اليوريك في الدم)، وترتبط هذه الحالة عادةً بالنظام الغذائي للشخص واستهلاكه لكميات كبيرة من الكحول، خاصةً الشعير.
والحقيقة تقول أن حوالي 7 % من الرجال لديهم مُستويات عالية من اليوريك أسيد في الدم، ولكن نسبة قليلة فقط هي التي تُصاب بالنقرس عندما تتكوّن البلورات الملحية.
النساء خلال فترات خصوبتهم وحتى في فترة انقطاع الطمث يُمكن أن يشهدوا زيادة في مستويات اليوريك أسيد، ولكن خطر إصابتهن بالنقرس ليس بالكبير؛ على الرغم من أنه يُمكن أن يحدُث للنساء في فترات ما بعد انقطاع الطمث، خاصةً إذا كُنّ يتناولنّ مُدرّات للبول.
أسباب الإصابة بالنقرس:
السبب المُعتاد وراء الإصابة بمرض النقرس وفرط حمض اليوريك في الدم هو الإفراط في الطعام، والإصابة بمُتلازمة الأيض (السمنة، ارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع مُستويات الكوليسترول في الدم، ارتفاع نسبة الدهون في الدم)، إلى جانب زيادة نسبة اليوريك أسيد في الدم.
لا يحدُث النقرس أبدًا نتيجةً لتناول وجبة واحدة أو كمية قليلة من الطعام. بل إن النقرس يُمكن أن يحدُث نتيجةً لتناول مُدرّات البول، الإصابة بفشل الكُلي، وفي بعض الحالات النادرة يكون هُناك سبب وراثي وراء الإصابة بهذه الحالة. ويُمكن أن يتسبب في هذه الحالة أيضًا فشل وظائف الكُلى، الأمر الذي يستدعي علاجها بشكل خاص.
تراكم البلورات الملحية ونوبات النقرس:
عادةً ما يستدعي الأمر فترة من الزمن لتتكوّن البلورات الملحية وينتج عنها أول نوبة من نوبات النقرس. وتظهر مُعظم نوبات النقرس على هيئة التهاب حاد وشديد في المفاصل، وعادةً ما يحدُث ذلك في مفصل واحد فقط، ثم يتطوّر من التهاب غير مُصطحب بأعراض إلى التهاب حاد.
ويكون الالتهاب عبارة عن التهاب للمفاصل، كما أن سطح الجلد يُمكن أن يتغيّر لونه للأحمر، ما يتسبب في ألم شديد.
أكثر المناطق شيوعًا في جسم الإنسان التي تظهر فيها النقرس هي قاعدة إصبع القدم الأكبر، مشط القدم، الكاحل، الركبة، الرسغ، كما يُمكن أن يظهر في أي مفصل من مفاصل الإصبع.
التشخيص الدقيق للحالة:
يسمح تحديد ماهية البلورات الموجودة في سائل المفصل بالتشخيص الدقيق، حيث أن التشخيص السريري أو التشخيص بُناءًا على مُستويات اليوريك أسيد في الدم لا يُمكن أن يُعتد به. كما أن الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي غير مُفيدة في تشخيص داء النقرس.
مُضاعفات داء النقرس:
بالإضافة إلى أن نوبات النقرس يُمكن أن تكون مؤلمة للغاية أو حتى يُمكن أن تتسبب للمريض بالعجز المؤقت (عادة ما تكون أكثر تواتُرًا وكثافة مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها)، قد تتلف المفاصل في نهاية الأطراف أو الأطراف نفسها، كما يُمكن أن تظهر عقيدات قريبة من بعض المفاصل تسمى "التوفي".
أما الأمر الأكثر إزعاجًا فيما يخص مُضاعفات داء النقرس فهي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل احتشاء عضلة القلب، وتصلب الشرايين. ومؤخرًا وُجد أن النقرس له علاقة بالضعف الجنسي.
علاج داء النقرس:
من حُسن الحظ أن داء النقرس له علاج فعّال، فهو من الأمراض التي يُمكن علاجها، حيث أن ترسب البلورات يُمكن علاجه عن طريق تقليل مُستويات اليوريك أسيد في الدم إلى المستويات الطبيعية له. كما أن نوبات النقرس يُمكن مُعالجتها بسهولة.