الإغماء : هل يُمكن أن يُشير إلى وجود مُشكلة خطيرة؟

بقلم: الدكتور/ صالح الغامدي

تحرير: هاجر الغريب

على الرغم من كون حالات الإغماء شائعة إلى حد كبير، إلّا أنها قد تُشير إلى احتمالات كثيرة. يحدُث الإغماء عادةً نتيجةً لعدم وصول كمية كافية من الدم إلى المخ، ما ينتج عنه فقدان الوعي والإغماء، ولكن الأسباب وراء حدوث ذلك قد تحتاج لتفسير أكثر.

من أجل ذلك نُحاور في هذا المقال الدكتور/ صالح الغامدي – أحد الرواد في مجال أمراض القلب – من أجل التعرُّف عن قُرب على أسباب الإغماء المُتكرر وما يُمكن أن يُشير له.

كيف يحدُث الإغماء، وكيف يُمكننا تعريف هذه الحالة؟

أولًا يجب التفريق بين الإغماء ونوبات الصرع، لذلك يجب أولًا التشخيص من قِبل الطبيب من أجل التحقق من أن ما أصاب الشخص ليست نوبة صرع. إذا تم التحقق من ذلك، فإنها لابُد أن تكون نوبة إغماء.

ويُمكن تعريف الإغماء بأنه فُقدان مؤقت للوعي نتيجة عدم وصول الدم المُحمّل بالأكسجين إلى الدماغ، وغالبًا ما يحدُث ذلك بسبب انخفاض ضغط الدم ، أو تباطؤ القلب إلى درجة ينخفض معها الضغط، مما يُعيق القُدرة على إيصال الدم إلى الدماغ.

ما هي الأسباب التي قد تؤدي إلى الإغماء المتكرر ؟

في مُعظم الأحيان يكون الإغماء هو حالة عرضية بسيطة لا تُشير إلى وجود خطورة ما، وقد يحدُث الإغماء العارض بسبب:

• فُقدان السوائل في الجسم.
• التعرّق الشديد.
• التقيؤ.
• الإسهال.
• التعرّض إلى ضربات الشمس.
• الإنهاك.
• تناول بعض الأدوية التي تُعزز من تجمّع الدم في الساقين (مثل الأدوية المُعالجة للبروستاتا).
• هُناك أيضًا نوع من الإغماءات يُسمى إغماءة العصب الحائر، أو الإغماءة العصبية القلبية، التي عادةً ما تحدُث نتيجةً لمُثير ما، مثل رؤية مشهد الدم، أو عند الإحساس بالألم. ينتج عن ذلك تباطؤ في القلب وانخفاض في الضغط، فيحدُث الإغماء.
• بعض الأشخاص أيضًا يُصابون بالإغماء عند السعال الشديد، أو عند الضحك الشديد.

أما في بعض الحالات النادرة فيكون السبب وراء الإغماء خطير، كالحالات التالية:

• وجود ضيق شديد في أحد صمامات القلب، وخاصةً الصمام الأبهر.
• في حال وجود خفقان بُطيني، والذي يتسبب في انقباض القلب بطريقة غير فعّالة وسريعة في نفس الوقت، ما يتسبب في انخفاض ضغط الدم، وبالتالي حدوث الإغماء.
• عند كبار السن أيضًا يحدُث ضعف وتباطؤ في كهرباء القلب، وبالتالي يحدُث فُقدان الوعي.

هل يُمكن أن يُشير الإغماء المتكرر إلى وجود مشكلة صحيّة خطيرة؟

في حالات قليلة، قد يكون هُناك تضخم في عضلة القلب، أو مُشكلة وراثية في كهرباء القلب، بالذات إذا تكرر حدوث الإغماء أثناء مُمارسة الرياضة. كما يُمكن أن يُشير ذلك أيضًا إلى وجود ضعف في كهرباء القلب، أو ضيق في إحدى صمامات القلب.

ولكن غالبًا، في حالة الإصابة بمثل هذه المشاكل الصحيّة لا يكون الإغماء هو العرض الوحيد، حيث يكون هُناك أعراض أُخرى سبق ظهورها مثل الخفقان، آلام الصدر، أو ضيق التنفس،

من هُم أكثر الأشخاص عُرضة للإغماء المُتكرر؟

عادةً ما يكون الإغماء المتكرر ليس بالأمر الخطير. وبالنسبة للأشخاص الأكثر عُرضة للإغماء هُم صغار السن والشباب - خاصة الفتيات – ويُمكن أن يكون بسبب عدم شرب السوائل بشكل كافي، أو التعرّض للمُثيرات العاطفية مثل الخوف أو التوتر.

ما هي الإجراءات التي يجب اتباعها عند التعرض للإغماء المُتكرر؟

أول ما يجب فعله هو مُراجعة طبيب قلب، حتى يتم استبعاد الأسباب الخطيرة التي قد تكون السبب في الإغماء مثل مشاكل صمامات القلب، عضلة القلب، أو كهرباء القلب. وذلك من أجل الوصول إلى سبب مبدئي وراء هذا الإغماء، قبل استكمال الفحوصات. وإذا تم إثبات أن هذا الإغماء ليس بسبب مشكلة خطيرة في القلب، يتم عمل بعض الفحوصات الأُخرى، مثل فحص الطاولة من أجل التحقق ما إذا كانت المشكلة هي الإغماءة العصبية القلبية، والتي ما تحدُث غالبًا أثناء الوقوف وبسبب مُثيرات عاطفية أو التعرّض لمنظر غير مُحبب للنفس.

يجب على الطبيب أن يُطمئن المريض ويُحاول تعريفه على طبيعة هذه المشكلة وأنها ليست خطيرة. كما أنه من المهم أيضًا أن نؤكد على المريض أهمية تناول السوائل لتجنّب الجفاف، وأهمية الابتعاد عن الأماكن المُزدحمة.

وفي حال الإحساس ببداية الأعراض، التي غالبًا ما تكون غثيان أو ضيق تنفس، من المهم أن يجلس الشخص إذا كان واقفًا، والأفضل أن يستلقي.

هُناك أيضًا بعض الإجراءات التي تُقلل من احتمالية حدوث الإغماء، منها:

• شد قبضة اليدين.
• الجلوس في وضعية الـ squat .
• إذا كان الإغماء قد حدث بسبب أشياء مُعينة خاصة التي تُسبب ردود أفعال عاطفية قوية، فيجب تجنّب هذه الأشياء، مثل تلك التي تُسبب الخوف.
• بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالدوخة عند الوقوف – خاصة كبار السن – فيجب عليهم الوقوف من وضعية النوم بشكل تدريجي، فمثلًا يُمكنهم الجلوس على طرف السرير لمُدة دقيقة، ثم الوقوف.
• إذا كان هُناك أدوية تُسبب دوار مع الوقوف فيجب أن نٌحاول تغيير هذه الأدوية، أو على الأقل تخفيف الجرعات بالتنسيق مع المُختص.

إذا كُنت تُعاني من الإغماء المتكرر وترغب في استشارة طبيب، يُمكنك الآن حجز موعد مع الدكتور/ صالح الغامدي من خلال هذا الرابط