الحمى لدى الأطفال : هل لها فوائد؟
تعريب: هاجر الغريب
لا شك أن ظهور الحُمى وارتفاع درجة الحرارة لدى الطفل أمر مُقلق لكل أُم، فالحُمي هي إحدى الأعراض الشائعة لكثير من الأمراض، خاصة لدى الأطفال الصِغار، وهي في الحقيقة، رد فعل طبيعي من الجسم على إصابته بعدوى مُعيّنة.
في هذا المقالة سيُعرّفنا الفريق الطبي في Top Doctors على ماهية الحُمى بالتحديد، ولماذا يتفاعل الجسم بهذا الشكل.
ما هي الحُمى؟
الحُمى هي عبارة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم كرد فعل لإصابته بمرض ما. درجة حرارة الجسم الطبيعية بالنسبة للأطفال تتراوح ما بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية (على الرغم من أن ذلك قد يختلف بُناءً على حالة كل طفل، عُمره، والوقت من اليوم). وعادةً ما يُعتبر الطفل الذي لديه درجة حرارة أعلى من 37.5 درجة مئوية مُصاب بالحُمى.
كيفية قياس درجة حرارة طفلك:
ميزان الحرارة الإلكتروني هو الأكثر دقة من أجل قياس درجة حرارة طفلك والكشف عمّا إذا كان يُعاني من الحُمى، بما في ذلك الأجهزة التي توضع تحت الإبط والتي توضع داخل الأُذن.
ولكن مُجرد لمس جبهة الطفل أو استخدام أشرطة قياس درجة الحرارة لا يُمكننا أن نُعوّل عليه لقياس درجة حرارة الطفل ومعرفة إذا ما كان يُعاني من الحُمى. أما بالنسبة لموازين درجة الحرارة التي توضع في الفم أو فتحة الشرج فلا يجب استخدامها مع الأطفال الأقل من 5 سنوات.
فوائد الحُمى:
قد يبدو ذلك غريبًا، ولكن ارتفاع درجة الحرارة خلال مُهاجمة الجسم لمرض ما له فوائد كثيرة من ضمنها:
- الحُمى تمنع نمو البكتيريا عن طريق تقليل مُستويات الحديد والزنك في الدم، بينما تخلق الظروف التي تحتاج فيها البكتيريا إلى المزيد من هذه المواد.
- تُحفّز الحُمى من إنتاج عُنصر الانترفيرون الذي يعمل على مُكافحة الفيروسات.
- تحث الحُمى جهاز المناعة على مُهاجمة الكائنات الدقيقة التي تُهاجمه بشكل مُباشر وبقوة.
- تميل المضادات الحيوية إلى العمل بشكل أكثر فعالية في قتل البكتيريا في درجات الحرارة التي تُسببها الحُمى.
من أجل كل ما سبق، فإن الحُمى تجعل الجسم بيئة أكثر عداءً للبكتيريا والفيروسات، فلا تحتمل العيش فيها.
أعراض الحُمى لدى الأطفال:
بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من 37.5 درجة مئوية، يُمكن أن يُصاب الطفل بالأعراض التالية:
- الإرهاق.
- شحوب اللون.
- فقدان الشهية.
- برودة الأطراف.
- الرعشة.
- الشعور العام بالإعياء.
كيف يُمكن خفض درجة حرارة طفلك؟
مُعظم حالات الحمى لدى الأطفال يكون السبب وراءها هو الإصابة بالفيروسات، والتي عادةً ما تُعالج من تلقاء نفسها. يجب عليكِ مُراقبة طفلك، والتأكد من عدم وجود أي أعراض أُخرى بخلاف الحمى. عادةً ما يبذل الآباء أو مُقدمي الرعاية جُهدًا من أجل خفض درجة حرارة الطفل، ولكن لابُد أن نتذكر دائمًا أن الحمى هي مُجرد رد فعل طبيعي، بل إنه يُمكن أن يُترك دون علاج في حالة أنه لم يتسبب في شعور الطفل بالألم.
هذه بعض النصائح التي يُمكنك القيام بها:
- لا يُنصح باستخدام الاسفنج الفاتر.
- لا تُركز على خفض درجة حرارة الطفل ولكن ركز على مُعالجة المرض الذي يُعاني منه في الأساس. على سبيل المثال، لا تُعطي للطفل مُسكنات الألم مثل باراسيتامول أو ايبوبروفين فقط من أجل خفض درجة حرارة جسده.
- لا تُعطي للطفال باراسيتامول وايبوبروفين معًا. ولكن إذا لم يكن أحدهما فعالًا، يُمكنك اللجوء إلى الآخر.
- تأكد من ارتداء طفلك لملابس مُناسبة، بحيث لا يرتدي الكثير من طبقات الملابس، ولا يرتدي ملابس خفيفة للغاية.
- حافظ على درجة حرارة الغُرفة التي يجلس بها طفلك مُعتدلة (لا باردة) – 18 درجة مئوية (65 درجة فهرنهايت) تُعد مثالية.
- حافظ على رطوبة طفلك، اعطِ له الكثير من السوائل.
- تأكد من حصول الطفل على نوم مُريح وكافي.
متى عليك اللجوء إلى الطبيب؟
نعلم أن مُشاهدة طفلك يُعاني من الحر الشديد والضيق أمرًا ليس بالهين، ولكن عادةً ما تختفي الحرارة بشكل سريع. فيجب أن تتبع منهج "مُعالجة المرض وليس العرض" أي مُعالجة المشكلة أو المرض الذي يُعاني منه الطفل وليس مُعالجة درجة الحرارة فقط، فلا حاجة لمُعالجة ذلك إلّا إذا تأثر سلوك الطفل بسببه. إذا شعرت أن الطفل يُعاني بشدة، أو إذا كان لديك تساؤلات حول حالته يُمكنك في هذه الحالة اللجوء إلى الطبيب.
نادرًا ما تُشير الحمى لدى الأطفال من وجود مشكلة خطيرة، ولكن عليك الاتصال فورًا بالطبيب أو أخذه إلى المشفى في الحالات التالية:
- إذا كان طفلك أقل من 3 شهور وكان يُعاني من الحمى بدرجة حرارة أعلى من 38 درجة مئوية (101 فهرنهايت) أو أكثر.
- إذا كان عُمر طفلك بين الـ 3 إلى 6 شهور، ووصلت درجة حرارته إلى 39 درجة مئوية (102 فهرنهايت) أو أكثر.
- إذا كان عُمر الطفل أكثر من 6 شهور، وظهرت عليه أعراض أُخرى إلى جانب الحمى مثل النُعاس، ضيق التنفس، القئ، أو الطفح الجلدي.