مشاعر من القلق، وخوف من الخروج مع عودة الحياة لطبيعتها بالمملكة
بقلم: آيه دياب
كان يوم الأحد الموافق 21 يونيو 2020، أول أيام رفع الحظر بشكل كامل عن جميع مدن المملكة، وبذلك تكون تلك هي المرحلة الثالثة والأخيرة حسب الخطة التدريجية لعودة الحياة الطبيعية، بعد قرارات حظر التجول والإغلاق التي دامت حوالي ثلاث شهور منذ بداية تفشي فيروس الكورونا، لكن مع بدء تنفيذ تلك الإجراءات، نرى تصاعد في مشاعر القلق والخوف لدى الناس، كما ظهرت تقارير عن "القلق بعد الإغلاق" و الخوف من الخروج
ما هي مشاعر " الخوف من الخروج " التي ظهرت بعد رفع الإغلاق؟
"الخوف من الخروج" هو ببساطة الخوف من مغادرة المنزل. فعلى الرغم من أن قبل فترة الإغلاق، كان أغلبنا حريص على الخروج والإلتزام بالمناسبات الإجتماعية ورؤية الأهل والأصدقاء. لكن الآن يراود الكثير منا مشاعر من القلق و الخوف حول العودة لممارسة مثل تلك الأنشطة.
" القلق بعد الإغلاق"، كما يصفه مؤخرًا خبراء الصحة النفسية بالمملكة، هو الخوف أو القلق من العودة إلى الحياة الطبيعية ومن رفع إجراءات الإغلاق.
فمع رفع الإغلاق وإعادة فتح المحلات والأسواق التجارية، أظهرت الإحصائيات أن أكثر من 60 ٪ من المواطنين غير مرتاحيين لاحتمال العودة إلى المقاهي والمطاعم، أو استخدام وسائل النقل العام أو الذهاب إلى تجمع كبير، مثل حدث رياضي.
حتى مع بداية تخفيف إجراءات الإغلاق، أظهرت الإحصائيات أن أكثر من 40 ٪ سيظلون مترددين في الذهاب إلى المتاجر أو إرسال أطفالهم إلى المدرسة، وأكثر من 30 ٪ سيكونون قلقين بشأن الذهاب إلى العمل أو مقابلة الأصدقاء. وقد أظهرت استطلاعات الرأي مؤخرًا أن الغالبية العظمى من المواطنين امتثلوا للحظر ليس لأنهم أُمِروا من قِبل الحكومة، ولكن لأنهم لا يريدون التقاط الفيروس أو نشره.
كما أفادت الإحصائيات التي أُجريت في المملكة مؤخرًا، أن مجرد فكرة رفع أو تخفيف قيود فيروس الكورونا، قد أدت إلى زيادة نسبة القلق لدى الناس لما يقرب من 67 ٪ من إجمالي المشاركين في هذه الإستطلاعات. وفي نهاية المطاف، يلاحظ أخصائيون الصحة النفسية أن القلق بشأن مغادرة المنزل وممارسة الأنشطة الحياتية اليومية بعد الإغلاق قد ازداد.
ما الذي يؤدي إلى الخوف من الخروج أثناء تفشي الوباء ؟
بعيدًا عن حالة الغموض الموجودة في العالم الخارجي، فقد أصبحت المنازل ذات الأسطح المطهرة ملاذاً للكثيرين، فهو المكان الذي يشعر فيه الشخص بالأمان و الطمأنينة، حيث يكون حريص على نظافة الأسطح و تطبيق الإجراءات الإحترازية من تطهير الأغراض وغيرها.
وقد يكون من الغريب جدًا لكثير من الأشخاص بعد أن لازموا منازلهم لفترة طويلة من الوقت، الخروج من المنزل وممارسة الأنشطة الحياتية المختلفة كما كان الوضع سابقًا. فربما يفقد الناس الثقة في الأشياء التي لم يفعلوها منذ فترة، كاستخدام وسائل النقل، وحضور إجتماعات العمل وجهًا لوجه، فهذه المواقف قد تسبب القلق للناس وتُشكّل عليهم نوع من أنواع الضغط، حتى قبل أن يفكروا في خطر العدوى. فقد تكيف الكثير على فكرة العمل من المنزل، كما ناقشنا سابقًا في مقالنا حول إيجابيات العمل من المنزل.
كيف يمكن التغلب على مشاعر الخوف من الخروج؟
وفقًا لخبراء الصحة النفسية لدينا، يجب أن نحاول "التركيز على استراتيجيات التكيف الإيجابية مثل ممارسة الرياضة والتأمل والمشي في الهواء الطلق بدلاً من الطعام والشراب أو التدخين". كما سلّطوا الضوء على أهمية أن نراقب حوارنا الداخلي وأن نسأل أنفسنا ما إذا كانت أفكارنا مفيدة أم أنها تساهم في زيادة مشاعر القلق لدينا.
في حالة إذا كان شعورك بالقلق يزداد عند مغادرة المنزل، فهناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها للتعامل مع هذه المشاعر، بما في ذلك الحد من كمية الأخبار التي تتعرض لها حول فيروس الكورونا، وأن تقوم بالتركيز أكثر على الملذات البسيطة في الحياة.
وهناك أيضًا بعض النصائح التي يمكنك إتباعها لكي تساعدك في السيطرة على مشاعر القلق لديك.
كما يبرز العديد من علماء النفس الرائدين هنا في Top Doctorsأهمية تمارين التنفس، فهي مفيدة في تجّنب الإصابة بـ نوبات الهلع، والتي غالبًا ما تتفاقم بسبب فرط التهوية التي قد تحدث عند الخروج للأماكن المفتوحة.
متى تصبح مشاعر "الخوف من الخروج" مشكلة؟
في حالة تعريف خوفك من الخروج على أنه المصطلح الطبي رهاب الخلاء، فقد يُنصح في هذة الحالة بطلب المساعدة المهنية. ورهاب الخلاء هو الشعور بالرهبة العارمة من أن تكون في مكان أو موقف تشعر فيه أن الهروب سيكون صعبًا، أو حيث تشعر بالقلق من إصابتك بنوبة من الهلع.
إليك بعض الأماكن والمواقف التي يمكن أن تؤدي إلى رهاب الخلاء:
- استخدام المواصلات العامة.
- التواجد في مساحات مغلقة، مثل المحلات التجارية.
- التواجد في المساحات المفتوحة.
- الوقوف في طابور
- التواجد في مكان مزدحم بالناس.
ما هي أعراض رهاب الخلاء؟
الأعراض الأكثر شيوعًا هي:
- معدل سريع لضربات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- رعشة.
- اضطراب في المعدة يمكن أن يؤدي إلى الإسهال.
- الخوف من نوبات الهلع أو القلق.
كيف يمكن علاج رهاب الخلاء؟
قد يوصى بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو تقنيات العلاج النفسي الأخرى، مثل الاسترخاء ) النفسي) التطبيقي. وفي بعض الحالات، يمكن وصف الدواء.
إذا كنت ترغب في رؤية أخصائي طبي فيما يتعلق برهاب الخلاء أو "الخوف من الخروج"، فلا تتردد في حجز موعد مع أحد علماء النفس الرائدين لدينا الذين سيكونون قادرين على تقديم خيارات التوجيه والعلاج