العنف الأسري: وباء آخر يتفشى في زمن الكورونا
بقلم: TOP DOCTORS®
تحرير: آيه دياب
في الآونة الأخيرة شهد العالم أجمع قرارات لم يسبق لها مثيل بعد تفشي فيروس الكورونا وزيادة أعداد الوفيات والإصابات به، حيث قامت أغلب الدول بفرض حظر تجول في معظم المدن وفي مدن أخرى تم فرض إغلاق تام؛ وقد كان لمثل تلك القرارات الصارمة وعمليات الإغلاق الكامل والقيود الإلزامية المفروضة في معظم دول العالم تأثير مدمر على حياة الكثيرين، وله تأثير كبير على حياة النساء والرجال وأطفالهم من ضحايا العنف الأسري اللّانهائي الذي تجلى كثيراً في ظل تلك الظروف.
وعلى الرغم من رفع تلك القيود من معظم دول العالم، حرص فريق Top Doctors على تقديم المشورة لك في حالة إن تكررت تلك الظروف مستقبلاً لأي سبب أو اضطررت إلى ملازمة المنزل لفترة طويلة. كما ستجد قائمة موجزة بتفاصيل الاتصال بمنظمات الدعم الخاصة بالمملكة في نهاية هذه المقالة.
عندما لا يوجد مكان آمن
في ظل الحملة التي أطلقها العالم مؤخراً تحت مسمى "ابق في المنزل"، أصبحت العزلة المنزلية بمثابة كابوس لأولئك الذين يضطرون إلى المعاناة يومياً من العنف القائم على نوع الجنس أو أي نوع من أنواع العنف. قبل جائحة فيروس الكورونا، كان لدى الضحايا أكثر من سبب لمغادرة المنزل، مثل الذهاب إلى العمل، أو زيارة الأسرة والأصدقاء، أو توصيل الأطفال الى المدارس وما إلى ذلك. لكن مع القيود المفروضة حالياً -من عدم مغادرة المنزل إلا للضرورة القصوى- تعني أن هذه الأسباب لم تعد متاحة، ونتيجة لذلك، فإن أمن وسلامة ضحايا العنف الأسري أصبح أمر ذو أهمية بالغة أكثر من أي وقت مضى.
الإغلاق الكلي يكشف النسب الكبيرة للعنف الأسري
نظرًا لتفشي فيروس الكورونا الجديد، فقد قامت معظم دول العالم بإصدار قرارات بإغلاق كامل لمعظم المدن فيها. ومنذ ذلك الحين، تزايدت تقارير العنف الأسري. فقد أدى الإغلاق إلى عدم استقرار على النحو الاجتماعي والاقتصادي معاً. فإذا وجدت أن الشخص الذي يسيء معاملتك يزداد غضباً بسبب المخاوف المالية أو القيود المفروضة على معيشته اليومية، فقد تجد أن عدوانه عليك قد ازداد أيضًا.
على الرغم من حالة الطوارئ الحالية، تتوفر الخدمات التي يمكن أن توفر لك الدعم ولأطفالك أيضًا. قد تشعر بالتردد من طلب المساعدة من الشرطة أو شبكات الدعم لأن المعتدي متواجد في المنزل معك، ولكن من المهم أن تعرف أنه لا يزال يوجد أمامك طرق مختلفة لطلب المساعدة.
إذا كنت تعتقد أنك في خطر، فاتصل برقم الشرطة 999
إذا كنت أنت أو أطفالك في موقف طارئ، على سبيل المثال يتم ملاحقتك أو مهاجمتك من قِبل شخص ما، اتصل برقم 999 على الفور لإبلاغ الشرطة. حتى أثناء فترة الإغلاق الكلي، لا تزال الشرطة قادرة على مساعدتك.
هنالك بعض النصائح بشأن التعايش مع المعتدي عليك:
- خطط دائماً لطريق للهروب. فكر في المكان الذي يمكنك الركوض إليه، وكيفية الاتصال بالشرطة وكيفية تنبيه الجيران القريبين. إذا كان لديك أطفال، أخبرهم إلى أين يذهبون في حالة تفرقكم.
- تجنب الغرف التي تحتوي على أشياء يمكن استخدامها لإيذائك، مثل المطبخ.
- تأكد من أن أطفالك يعرفون كيفية الاتصال برقم 999.
إذا لم تتمكن من الاتصال بشخص ما لأن المعتدي سيسمعك
الاتصال ليس طريقتك الوحيدة. فعلى سبيل المثال، تقدم هيئة حقوق الانسان بالمملكة خدمة تلقي الشكاوى وتقديم الدعم عبر البريد الإلكتروني. بهذه الطريقة، يمكنك الحصول على المساعدة بتحفظ دون سماعك. إذا اخترت التواصل معهم من خلال البريد إلكتروني، فمن الجدير بالذكر أنه يجب عليك أن تذكر متى يكون الوقت آمنًا بالنسبة لهم للرد عليك.
بإمكانك الحصول على الدعم والحماية على مدار الـ24 ساعة
مركز تلقي بلاغات العنف الأسري يهدف إلى تقديم الحماية الاجتماعية للمرأة أياً كان عمرها والطفل دون سن الثامنة عشرة، وبعض الفئات المستضعفة التي تتعرض للإيذاء والعنف الأسري بشتى أنواعه. والذي يستقبل بلاغات العنف الأسري على الرقم المجاني (1919). على مدار (24) ساعة بكادر نسائي بالكامل. ولكن تذكر، في حالات الطوارئ، يجب عليك الاتصال بالشرطة.
إذا كان المعتدي على علم بسلوكه العنيف ويريد التوقف
إذا كان المعتدي على علم بسلوكه وتأثيره عليك (وربما على أطفالك أيضًا)، واعترف برغبته في التغيير، فهناك دعم متاح.
وكالة الرعاية والأسرة تقوم بتقديم برامج ودورات مساعدة للأشخاص الذين يرتكبون أفعال العنف الأسري؛ دون الحكم عليهم. كما تقدم الوكالة الدعم لمساعدتهم على تغيير سلوكهم وأفعالهم. كما تقوم بتوفير الدعم والمساعدة للضحايا أيضاً.
من المهم أن تتذكر أنه حتى إذا كان المعتدي يحاول التغيير، فأنت لست ملزمًا بمواصلة إعطاء العلاقة فرصة، ولا تزال قادرًا على الحصول على المساعدة إذا استمر في إساءة معاملتك.