اكتئاب الشيخوخة : هل هُناك علاقة بين الاكتئاب وتقدّم العمر؟
بقلم: الدكتور/ عبد العزيز العضياني
تحرير: هاجر الغريب
مع تقدّم العُمر، يُمكن أن يختبر الشخص العديد من أنواع المشاكل الجسدية أو النفسية، والتي تختلف باختلاف نمط حياة الشخص، حالته الصحيّة وبعض العوامل التي يظهر تأثيرها جليًّا أثناء فترة الشيخوخة.
من ضِمن المشكلات التي قد تنتاب بعض الأشخاص مع تقدّم السن هي الاكتئاب، وعلى الرغم من أن الاكتئاب ليس بالضرورة يكون مُرتبطًا بالسن، إلّا أن بعض العوامل النفسية والمُحيطة قد تؤدي بالشخص إلى الإصابة ببعض المشاكل النفسية ومنها الاكتئاب الجزئي أو المُزمن.
ناقشنا في هذا المقال الدكتور/ عبدالعزيز العضياني – استشاري طب الأسرة وطب كبار السن وأمراض الشيخوخة – من أجل الحديث عن اكتئاب الشيخوخة وعلاقة الاكتئاب بتقدّم السن، والعوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث هذه الحالة.
كيف يُمكن أن تتأثر الحالة النفسية سلبًا مع تقدّم العمر؟
هُناك عِدة عوامل يُمكن أن تؤثر على نفسية الشخص مع تقدّم عُمره وتُسبب إصابته بحالة اكتئاب الشيخوخة ، نذكر من بينها:
- مع تباعد الأجيال وبُعد الأبناء عن آبائهم قد يضطر كبير السنّ إلى الانعزال.
- الإصابة بالأمراض المزمنة (مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب وغيرها) يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
- المصابين بمرض الزهايمر أو الخرف أو الجلطات الدماغية أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب.
- قِلة الحركة، ضعف مُشاركة المجتمع وصعوبة التوظيف لكبير السن قد يُعرّضه أيضًا للانعزال، ومن ثَم ظهور أعراض القلق والاكتئاب عليه.
هل هُناك علاقة مٌباشرة بين الإصابة باكتئاب الشيخوخة وتقدّم العُمر من الناحية الفسيولوجية؟
ليس هناك دليل علمي قاطع لربط تقدّم العمر بالإصابة بالاكتئاب. ولكن بشكل عام، يُمكننا القول بأن ضعف القدرات الفسيولوجية والعقلية، والإصابة الامراض المُزمنة هي عوامل تجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب.
ما هي الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب مع تقدّم العُمر؟
أسباب الإصابة بالاكتئاب كثيرة ومُتنوّعة كما ذكرنا، ولكن تبقى أهمها هي:
- العزلة.
- عدم الحركة وقِلة النشاط.
- الإصابة بالأمراض المُزمنة.
- الإصابة بالخرف أو أيًا من الأمراض العقلية الأُخرى.
- عدم وجود الدعم الاجتماعي والعائلي.
- الضغوط الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
- العامل الوراثي.
- استهلاك بعض المواد الضارة مثل الكحول وكذلك التدخين.
هل يؤثر نمط حياة الشخص على إصابته بالاكتئاب في الشيخوخة من عدمه؟
بالطبع نعم. فعلى سبيل المثال، زيادة الوزن هي عامل مُساهم لظهور الكثير من الأمراض المُزمنة مثل: انقطاع النفس أثناء النوم، اضطرابات النوم، الإصابة بالسكري، الضغط وارتفاع الكوليسترول. وهذه كُلها عوامل تساعد على ظهور أعراض الاكتئاب.
قلة الحركة والنشاط أيضًا من الأمور التي تُساهم في الخمول، التعب وعدم التحكم في الأمراض المزمنة، وبالتالي ظهور أعراض الاكتئاب
هذا إلى جانب ضعف المشاركة الاجتماعية، الوحدة، والانعزال وضيق ذات اليد قد تكون عوامل مُساهمة في ظهور أعراض اكتئاب الشيخوخة
كيف يُمكن أن يحمي الشخص المُسن نفسه من الإصابة بالاكتئاب؟
هُناك عدد من الأمور التي إذا تم اتباعها قد تُساهم في حماية الشخص من إصابته بالاكتئاب، تتمثل في:
- زيادة النشاط البدني ومُمارسة الرياضة.
- المُحافظة على وزن مثالي.
- تناول الأطعمة الصحيّة.
- عدم الاستسلام للفشل أو الافكار السلبية.
- البعد عن الضغوط النفسية.
- البحث عن أوقات ترويح النفس والراحة وكذلك النوم الكافي.
- التحكم في الأمراض المزمنة وعلاجها.
- معالجة الآلام التي قد تظهر مع تقدّم السن.
- استشارة الطبيب المختص عند ظهور الأعراض وتجنب المعالجة الذاتية.
- محاولة إيجاد دعم اجتماعي، ومن المُهم أن يُحيط الشخص نفسه بأشخاص إيجابيين.
ما هي خيارات العلاج المُناسبة بالنسبة لاكتئاب الشيخوخة؟
يتمثل العلاج في عِدة خطوات يجب علينا اتباعها من أجل الحصول على أفضل نتيجة، وهي:
- أولًا علاج الأمراض المزمنة، أو السيطرة عليها إن وُجدت.
- معرفة المُسببات والمثيرات التي تتسبب في سوء نفسية الشخص، والبعد عنها أو التخلص منها.
- مُناقشة المريض وذويه حول الخيارات المُتاحة بالنسبة للعلاج، وكذلك الأعراض.
- العلاج السلوكي المعرفي للأفكار والمشاعر السلبية التي تُراود المريض.
- التخلص من الأدوية أو المواد التي قد تُزيد من سوء الحالة (مثل التدخين، شرب الكحوليات وبعض الأدوية التي تُساعد على النوم).
- اعتماد أسلوب حياة صحي مثل النوم لفترة كافية، المحافظة على الوزن المثالي، تناول الطعام الصحي، مُمارسة الرياضة والنشاط البدني.
- وأخيرًا، استشارة الطبيب المُختص في حالة أن احتاج الشخص إلى بعض أدوية الاكتئاب المُتوفرة.
إذا كُنت تُعاني من اكتئاب الشيخوخة وتوّد استشارة طبيب مُختص، يُمكنك التواصل مع الدكتور/ عبد العزيز العضياني من هنا