ما هي المضاعفات طويلة المدى لـفيروس الكورونا؟
تعريب: آيه دياب
سيصبح انتشار مضاعفات ما بعد الإصابة بفيروس الكورونا واضحًا بعد إجراء الأبحاث والدراسات على المرضى المتعافين منه، ولكن البيانات من تفشي الفيروسات التاجية السابقة تعطينا تنبؤات ومعلومات هامة.
تشير التقديرات إلى أن ما بين 20 ٪ إلى 70 ٪ من الناجين من التفشي العالمي للسارس (SARS-CoV) وفيروس المتلازمة التنفسية في الشرق الأوسط (MERS-CoV) ظهرت عليهم أعراض مستمرة من الخلل الوظيفي في بعض الأعضاء. من المتوقع أن يكون لفيروس الكورونا مضاعفات مماثلة بعد الإصابة.
يناقش الدكتور أنجاني براساد، أحد كبار مستشاري الطب التنفسي والطب العام، المضاعفات المحتملة طويلة الأمد لـفيروس الكورونا ويوضح خطة المتابعة التي يُعتقد أن يجب أن يتلقاها جميع المرضى الذين أصيبوا بالعدوى.
ما هي الأعضاء التي قد تتأثر على المدى الطويل من الإصابة بفيروس الكورونا؟
بعد دمج البيانات من حالات التفشي الحالية والسابقة، فإن الأعضاء المحتمل تأثرها بعد الإصابة بفيروس الكورونا هي:
الجهاز التنفسي: %50 إلى %70 من المرضى قد يعانون من عيوب في الجهاز التنفسي، والأكثر شيوعًا هو ضيق التنفس والإعياء وثقل الصدر. بالإضافة إلى ذلك، تظل الأشعة السينية على الصدر غير طبيعية، وفي بعض الحالات، قد يتطور لدى المرضى أعراض كالتليف أو التندب.
القلب: %20 إلى %50 من المرضى مُتوقع أن يتطور لديهم مشاكل في القلب، أكثرهم شيوعاً: خفقان القلب أثناء التمرين وألم في الصدر والإرهاق.
الكلى: قد يصاب %15 من المرضى بالغثيان ونتائج غير طبيعية لاختبار وظائف الكلى.
الدماغ: قد يلازم %15 من المرضى بعض الأعراض مثل الارتباك، وضعف التركيز والصداع.
جلطات الدم: تكون أكثر احتمالا في حالة الأمراض الشديدة. يمكن للمريض أن يظهر علية ضيق في التنفس وألم في الصدر وتورم في الساق.
الصحة العامة: قد تظهر على %50 إلى %80 من المرضى أعراض يمكن أن تؤثر على صحتهم العامة وتشمل الإرهاق والخمول والتعب والاكتئاب.
كيف يجب متابعة المرضى الذين أصيبوا بفيروس الكورونا؟
يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراض مستمرة إلى تقييم مبكر من قِبل طبيب الجهاز التنفسي؛ بعد 4 إلى 6 أسابيع من خروجهم. قد يشمل هؤلاء المرضى:
- من لديهم أعراض تنفسية شديدة ومستمرة مقارنة بالوضع الطبيعي.
- الذين تم خروجهم من المستشفى لكن مع استمرار استخدامهم لأجهزة الأكسجين.
- من يحتاجون إلى إعادة التأهيل أو الرعاية التلطيفية أو الاحتياجات النفسية الاجتماعية.
يجب متابعة المرضى الذين يعانون من أعراض أقل بعد 6 إلى 12 أسبوعًا.
وعلى كل حال فمن الأفضل، إجراء استشارة عن بعد من قِبل طبيب الرعاية الصحية التنفسية في المقام الأول. ويمكن بعد ذلك ترتيب تشخيص سريري وجها لوجه، في حالة لم تكن الاستشارة عن بعد كافية أو مناسبة لتقييم مرضى معينين.
يجب أن يتضمن هذا الموعد مع الطبيب تقييمًا شاملاً لما بعد الإصابة بفيروس الكورونا والذي قد يشمل:
- تقييم ضيق التنفس
- علاج أو تسكين الأعراض عند اللزوم
- تقييم الحاجة إلى أجهزة الأكسجين
- النظر في الحاجة إلى إعادة التأهيل
- التقييم النفسي والاجتماعي
- علاج وتقييم الشعور بالقلق
يجب أيضاً إجراء تقييم للتنفس الغير منتظم، والذي يمكن أن يشمل:
- إجراء تشخيص جديد لمرض الانصمام الخثاري الوريدي (VTE)
- إجراء أشعة سينية على الصدر
ماذا يحدث في حالة وجود أعراض مستمرة؟
إذا كانت هناك أعراض تنفسية مستمرة، أو إن أظهر تصوير الصدر بالأشعة السينية أن الرئتين لم يتعافوا بشكل كامل، فيجب مراعاة ما يلي:
- اختبار كامل لوظائف الرئة
- اختبار المشي مع تقييم تشبع الأكسجين
- مخطط صدى القلب لتقييم وظائف القلب
- عينة من البلغم إذا تم بصقها لإجراء تحليل الميكروبيولوجي
- تقييم الحاجة إلى الإحالة إلى خدمات إعادة التأهيل إذا لم يكن قد تم بالفعل
- تشخيص جديد للانسداد الرئوي (PE) أو مضاعفات ما بعد PE الانسداد الرئوي، في حالة إذا تم تشخيصه أثناء المرض الحاد
- الأشعة المقطعية للصدر
هل يمكن أن تستمر المضاعفات طويلة المدى لفيروس الكورونا مدى الحياة؟
هذا بالتأكيد احتمال وارد حدوثه. وعلى كل حال، فإن التحقيقات المذكورة أعلاه تهدف إلى تحديد أي مضاعفات طويلة الأمد تتطور من عدوى فيروس الكورونا، وتكون الأكثر شيوعًا في الجهاز التنفسي وذات صلة بالقلب. واعتمادًا على النتائج، قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من التقييمات في حالة اكتشاف مضاعفات.
إذا تم تحديد المضاعفات في مرحلة مبكرة، فستكون قابلة للعلاج في معظم الحالات إلى حد ما، ولهذا السبب من المهم إجراء التقييمات المناسبة سريعاً وبدقة، حيث يمكن أن تتطور الأعراض والمرض في حالة تأخر اكتشافهما.
مع أخذ كل هذا في الاعتبار، من المهم أن تتذكر أن الغالبية العظمى من المرضى الذين يعانون من فيروس الكورونا سيتعافون ويعودون إلى طبيعتهم دون عواقب دائمة.