نصائح تُساعدك على التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة
تعريب: هاجر الغريب
اضطراب ما بعد الصدمة هو ذلك الاضطراب الذي يحدُث نتيجة المرور بتجربة صادمة مُروّعة، أو حتى المرور بحدثٍ ما تسبب في شعورك بالضغط العصبي الشديد. فأي شخص يمُر بمثل هذه التجارب قد يُصاب باضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق على سبيل المثال واحدًا من الاضطرابات الشائعة التي تحدُث نتيجةً للمرور بصدمات حياتية.
ولا شك أن شعورك بالحزن والضيق هو شعور طبيعي بعد مرورك بصدمةٍ ما، ولكن إذا استمرت هذه الأفكار والأعراض في مُداهمتك بعد أسابيع من الصدمة ، فيجب عليك اللجوء إلى الاستشارة الطبيّة.
وعادةً ما تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة على هيئة قصور في التركيز، استرجاع لمشاهد مُتعلقة بالحدث الصادم بشكل مُتكرر، ورؤية الكوابيس. ومن ضمن الأعراض أيضًا شعور الشخص بالغضب الشديد على أبسط الأشياء، الشعور بالذنب، إلى جانب حدوث اضطرابات في النوم والأرق. وقد تؤثر هذه الأعراض باستمراريتها على كفاءة حياة هذا الشخص.
لذلك إذا لاحظت وجود هذه الأعراض عليك بعد المرور بتجربة صادمة، عليك اللجوء إلى المشورة الطبيّة، ولكن هُناك أيضًا بعض آليات التكيُّف التي من خلالها يُمكن استعادة زمام أمورك:
1- استيعاب أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
قد تكون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مُقلقة للبعض، أو مُخيفة بالنسبة لآخرين. فرُبما تجعلك هذه الأعراض تشعر وكأنك تفقد السيطرة على نفسك بشكل تام، أو كأنك ستفقد عقلك بالفعل، ولذلك من الضروري أن تتعرف جيّدًا على تلك الأعراض والمشاعر المُصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة.
سيُساعدك هذا في التأكد أن ردود أفعالك في المرحلة التي تمر بها ليست جنونية، وأن الأعراض التي تُعاني منها ناتجة عن سبب ما.
2- اجعل لنفسك دوراً في تهدئة الأعراض
بما أن اضطراب ما بعد الصدمة هو واحد من اضطرابات القلق، فإن التدرُّب على كيفية تهدئة جسدك والتعامل مع الأفكار المُصاحبة للاضطراب، قد يكون له دوراً فعالاً. فالتنفس بشكل مُنتظم ومُحاولة استرخاء العضلات من شأنه أن يُساعد في التخفيف من حدة الشعور بالتوتر والقلق.
3- تدرّب على كيفية التعامل مع الأفكار أو الذكريات المؤلمة
الذكريات، الصور، أو المشاهد المُتعلقة بالصدمة التي تُداهم عقلك، هذه كلها ردود فعل طبيعية على الحدث، يجب عليك أن تتذكر ذلك دائمًا. ويُمكنك التعامل مع هذه الأمور في لحظتها عن طريق "تقنيات التأريض" والتي من شأنها أن تنتشلك من أفكار الماضي المؤلمة وتُرجعك إلى اللحظة الحالية، وتتضمن هذه التقنيات ما يلي:
- أن تقول الحروف الأبجدية بطريقة عكسية، أو أن تقوم بعدّ الأرقام بطريقة عكسية بدءًا من الرقم 50 على سبيل المثال.
- قُم بالضغط على جميع أصابعك مُستخدمًا إصبع الإبهام، كرر ذلك عِدة مرات.
- إذا كُنت جالسًا قُم وتحرك في أنحاء المكان قليلًا، يُمكنك غسل يديك، أو إحضار كوب من الماء.
- عندما تُداهمك هذه المشاعر تحدّث إلى نفسك، وذكّر نفسك أن هذه الأفكار من الماضي، وأنك الآن في الحاضر. اُنظر إلى الأشياء من حولك وحاول استيعاب كيف تبدو وما هيأتها.
4- عُد إلى القيام بالأنشطة والأشياء التي تستمتع بها
إذا كُنت تُعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو إحدى اضطرابات القلق، فمن المتوقع أن تكون قد توقفت عن القيام بالأنشطة التي تُحبها، أو أنك انفصلت عن روتينك اليومي الاعتيادي الذي لطالما جعلك تشعر أنك بخير. عليك أن تعتني بنفسك، وأن تستعيد روتينك المُعتاد، والذي سيُساعدك في التغلّب على الأعراض التي تشعر بها.
يُمكنك الذهاب للتمشية، القيام بتمارين رياضية، مُمارسة هواية، أو محاولة الاندماج في نشاط كان يستهويك من قبل، فعليك العودة إلى الحياة الطبيعية.
5- عليك معرفة متى يجب أن تطلب المساعدة
على الرغم من وجود بعض الآليات التي يُمكن أن تقوم بها بنفسك من أجل التغلُّب على اضطراب ما بعد الصدمة، إلّا أنك قد تكون بحاجة إلى مُساعدة أحد المُختصين للحديث عن كل الأمور التي تمر بها والتي تتسبب لك الإزعاج.
فطلب المُساعدة من الطبيب قد يكون هام للغاية مع هذا النوع من الاضطراب، حيث أن الطبيب أو المُعالج النفسي سيقوم بتوجيهك إلى المسار الصحيح، وسيُعطيك كل النصائح التي قد تكون بحاجة إليها. لذلك فإذا كُنت ترى كوابيس أثناء نومك أو كُنت تشعر أن الأعراض تزداد سوءًا تحدّث مع طبيبك عن ذلك حيث يُمكن أن تُساعد الأدوية في هذه الحالة على تخطّيك لهذا الاضطراب.