العلاج ببلازما الدم : إلى أي مدى يُمكن أن يُساعد في علاج فيروس الكورونا؟
بقلم: هاجر الغريب
على مدار الأربع أشهر المُنصرمة، تم إجراء العديد من الأبحاث والتجارب بهدف الوصول إلى علاج لفيروس الكورونا. وعلى الرغم من أن مُعظم الحالات تم شفاؤها عن طريق العلاجات والأدوية التي من شأنها الحد من الأعراض، إلّا أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد علاج نهائي لفيروس الكورونا.
ولكن هُنالك حل طبي واعد يُمكن أن يُفيد في علاج الحالات الحرجة من مرضى فيروس الكورونا. إنه العلاج ببلازما الدم ؛ هذا العلاج الذي أثبت كفاءة عالية عند استخدامه في علاج ما سبق من أوبئة وأمراض مُنتشرة – من بينها السارس والإيبولا – ظهر على الساحة مرة أُخرى كعلاج مُساعد في بعض حالات فيروس الكورونا.
ما هو العلاج ببلازما الدم؟
العلاج ببلازما الدم هو نوع من أنواع العلاجات التجريبية التي يلجأ إليها الأطباء من أجل المُساعدة في تخفيف أعراض فيروس الكورونا – في وقتنا الحالي – خاصةً لأولئك الأشخاص الذين يُعانون من أعراض حادة. وتُشير كلمة بلازما الدم إلى بلازما دم الأشخاص المُتعافين من الفيروس.
ويتم العلاج عن طريق سحب عينة دم من الشخص المُتعافي من فيروس الكورونا، وحقن المريض الذي مازال يُعاني من أعراض الفيروس، خاصةً هؤلاء الأشخاص الذين لم يستجيبوا إلى العلاجات أو الأدوية الأُخرى التي عُرف أنها فعّالة بالنسبة لمُحاربة فيروس الكورونا، أو أولئك الذين يُعانون من أعراض حادة للفيروس.
كيف تعمل بلازما الدم للشخص المُتعافي في مقاومة فيروس الكورونا؟
لابُد أن أجسام الأشخاص المُتعافين من فيروس الكورونا قد كوّنت أجسام مُضادة ضد الفيروس، والأجسام المُضادة هي تلك البروتينات التي تم إنتاجها بكثافة عن طريق الجهاز المناعي من أجل مُحاربة أي عدوى قد تغزو الجسم.
عندما يتم حقن بلازما دم الأشخاص المُتعافين في أجسام المرضى بفيروس الكورونا، فإن الأجسام المُضادة تنتقل من الشخص المُتعافى إلى الشخص المريض، الأمر الذي قد يُساعد جسم المريض في مُحاربة الفيروس بشكل أكثر فعالية.
هُناك بعض التجارب القليلة التي أُجريت على أجسام مرضى فيروس الكورونا أوضحت تحسن تدريجي في الأعراض بعد حقنهم ببلازما دم أشخاص مُتعافين، كما أن أجسامهم كانت في حالة أفضل لمُحاربة الفيروس بشكل أكثر كفاءة.
هل هُناك أدلة قويّة تُثبت مدى فعاليّة بلازما الدم في علاج فيروس الكورونا؟
ساعد العلاج ببلازما الدم في الحد من أعراض العديد من الأوبئة والأمراض السابقة، ولا سيّما وباء السارس عام 2003، ومرض إيبولا عام 2013- 2016. حيث أُجريت العديد من الدراسات والتجارب في ذلك الوقت التي أثبتت كفاءة العلاج ببلازما دم الأشخاص المُتعافين، حيث لوحظ تحسّن في حالات المرضى الذين تم تجربة هذا العلاج عليهم، كما أنهم لم يٌسجّلوا أي مُضاعفات صحية أكثر حِدة.
ولكن، لا يُمكننا أن نعتبر بلازما الدم علاج لفيروس الكورونا، حيث أن التجارب التي أُجريت على المرضى حتى هذه اللحظة أقل بكثير من أن يُعتدّ بها، كما أن هُناك بعض الحالات التي لم تشهد تحسُّن ملحوظ بعد خضوعها لهذا النوع من العلاج.
من هُم مرضى الكورونا الأكثر احتياجًا إلى العلاج ببلازما الدم؟
كما ذكرنا سالفًا، فإن العلاج ببلازما الدم مُمتاز بالنسبة لهؤلاء المرضى الذين لم تستجب أجسامهم إلى العلاجات أو الأدوية الأُخرى، كما أنه يُنصح به في هذه الحالات:
- الأشخاص المٌعرضون للإصابة بمشاكل في الرئتين، خاصةً أولئك المُصابين بـ مُتلازمة ضيق التنفس الحادة.
- الأشخاص المُصابين بأمراض مُزمنة، مثل السكري وأمراض القلب.
- الأشخاص الذين يُعانون من مناعة ضعيفة.
- العاملون في المجال الطبي أو الأشخاص الذين خالطوا حالة إيجابية لفيروس الكورونا.
من هُم الأشخاص الذين بإمكانهم التبرّع ببلازما الدم؟
يجب على جميع الأشخاص الذين تعافوا من فيروس الكورونا الشعور بالمسئولية المُجتمعية والذهاب للتبرّع بالدم لأولئك الذين مازالوا يُعانون.
ولكن، يجب أولًا أن يتأكد الشخص أنه تعافى من الفيروس بشكل كامل، حيث أن أجسامهم لابُد أن تأخذ وقتًا كافيًا من أجل إنتاج الأجسام المُضادة.
هل هُناك اي عوامل خُطورة مُحتملة فيما يخص العلاج ببلازما الدم؟
عوامل الخطورة بالنسبة للعلاج ببلازما الدم قليلة للغاية، ويرجع هذا إلى اختبارت الدم التي لابُد من إجرائها قبل التبرّع للتأكد من عدم وجود ما قد يمنع من التبرّع. إلّا أنه مازال هُناك عوامل خطورة ضئيلة أو آثار جانبية للعلاج ببلازما الدم، والتي يُمكن تلخيصها في:
- الإصابة بالحساسية.
- صعوبة في التنفس
- تلف أو مشكلة في الرئتين.
- نقل العدوى، بما في ذلك، عدوى الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي من الدرجة الثانية والثالثة.