هل من المُمكن التغلّب على اضطراب نهم الطعام؟
بقلم: ميّ سُليمان
يُعرفُ اضطّراب نهم الطعام على أنّهُ اضطرابٌ شائع يستهلكُ المُصاب به كميّاتٍ كبيرة من الطعام، وبشكلٍ متكرّر، بالإضافة إلى انعدام المقدرة على التوقف عن الأكل.
ما مدى شيوع حالات اضطّراب نهم الطعام؟
ربّما يكون اضطّرابُ نهم الطعام للأسف أكثرُ شيوعًا مما هو متوقع، حيث يلجأُ الكثيرُ من الناس (بالأخص فئة الشباب) إلى تناول الطّعام السّهل والسريع التحضير، الأمر الذي قد يتطوّر إلى اضطّراب نهم الطعام في بعض الحالات دون أن يدركوا ذلك حتى وقتٍ لاحق.
ما هي الأسباب المحتملة لاضطراب نهم الطعام؟
تلعبُ أسبابُ عدّة دوراً رئيسياً في نشوء اضطّراب نهم الطعام مثل:
عملية الحدّ أو التحكّم في تناول الطعام كجزء من اضطّراب آخر قد يكون فقدان الشهية العصابي، أو الاكتئاب والقلق.
فرض القيود على الوجبات العادية بإفراط الشخص في تناول الأطعمة في الليل غالباً، الأمر الذي قد يُصبح مبالغاً به ويؤدي إلى التقيئ إمّا تلقائيًا أو قسرياً (كما في النهام العُصابي) نتيجة عدم الراحة من الإفراط في تناول الطعام.
في بعض الأحيان قد يتحوّل الطعام كوسيلة للراحة وذلك عند تدنّي الحالة المزاجية، أو الشعور بالملل، أو حتى الأمر عند الشعور بالقلق الأمر الذي قد يتحول إلى عادة بعد ذلك.
كيف يُعرّف اضطراب نهم الطعام؟
عادةً ما ينطوي هذا الاضطّراب على الإفراط في تناول الكربوهيدرات مثل البسكويت، الخبز، رقائق البطاطس، أو الشوكولاتة، كما يُمكن أن يشمل أيضًا الإفراط في تناول الطعام مثل تناول رغيف خبز كامل، علبة بسكوي، عبوات متعددّة من رقائق البطاطس، أو قطعة كبيرة من الشوكولاتة أو حتى علبة كاملة من الشوكولاتة. في كثير من الأحيان يُصبح الحل الوحيد لتخفيف الإنزعاج هو اللجوء إلى طريقة غير مريحة وهيّ التقيّؤ إمّا بشكل عفوي، أو قسرياً بواسطة الأصابع.
كيف يمكن للمريض كسر حلقة النهم؟
في بادئ الأمر يجب الحرص على تناول الوجبات النظامية خلال ساعات اليوم لأن تفويت الوجبات أو تقييدها سيؤدّي إلى زيادة الرغبة في الشراهة. إن استعادة الوجبات اليومية يعمل على التقليل من احتمالية الرغبة في الإفراط في تناول الطعام، ومن ثم يُعالج عنصر "العادة" التي تمّ اكتسابها وهي عادة نهم وشراهة الطعام من خلال العلاج السلوكي المعرفي.
هل من الممكن التغلب على اضطراب نهم الطعام والتعافي منه تمامًا؟
يُعدُّ علاج أي حالات ضمنية أمرًا جوهرياً ، مثل علاج الاكتئاب أو الصدمة باستخدام العلاج السلوكي المعرفي أو مضادات الاكتئاب أو العلاج لتحسين الثقة. بعد ذلك ،يجبُ اتّباع خطة غذائية جيّدة يساعدُ في وضعها اختصاصي التغذية وتُعدّ هذه الخطوة ضرورية على وجه الخصوص لأنه غالباً ما يفقد الناس أنماط الأكل العادية والحصص اليومية. كما من شأن مضادات الاكتئاب أن تساعد أيضاً إن كان هناك هوس قهري لأن هذا يمكن أن يقلل من التفكير الوسواسي.